بقلم محمد وسيم
الإرشاد النفسي سبيل للخلاص من المشكلات التى يواجهها الكثير منا في المجتمع العربي، فأهدافه لا تقتصر على سن معين أو فئة معينة في المجتمع بل تشمل الجميع، وسنتعرف على المجالات المختلفة للإرشاد النفسي، ونظرة المجتمع للمريض النفسي، وسأقدم لك نصائح سهلة وبسيطة للحفاظ على الصحة النفسية، وتستطيع تطبيقها في حياتك اليومية.
تعريف الإرشاد النفسي
يتم تعريف الإرشاد النفسي على أنه مجموعة من الخدمات يتم تقديمها من قبل مرشد نفسي تساعد الشخص على إدراك ذاته والتعرف على مشكلاته والانتفاع من قدرته في حلها وتخطي الصعوبات، وخلال هذه الخدمة تنشأ علاقة مهنية مع المرشد النفسي المدرب جيدًا والذي يركز اهتمامه على مساعدة الشخص على الوصول لمستوى أفضل من الناحية الشخصية أو المهنية.
أهداف الإرشاد النفسي
سنسرد الأهداف الرئيسية كما يلي:
١- يهدف إلى أن تعبر عما بداخلك لدى شخص مؤهل بالشكل الكافي ليقدم لك المعاونة فيما تريد التعبير عنه، وهذا يغير من نظرتك لنفسك ونظرة المجتمع.
٢- يسمح لك بتحديد مشكلتك على نحو جيد، فالكثير منا قد لا يدركون مشكلتهم الحقيقة بالشكل الصحيح ويختلط عليهم الأمر.
٣- يساعدك المرشد النفسي على أن تصل إلى رغباتك الحقيقية وعلى وضع أهداف تهمك بالفعل في حياتك، وأن تتخذ المسار الصحيح.
٤- للإرشاد النفسي هدف يشمل المجتمع ككل، وهو تعديل بعض السلوك العدائي والذي قد يمارسه بعض الأشخاص دون إدراك فيساعدهم على إخراج الغضب الذي بداخلهم بطرق صحية.
٥- ينشر المرشد النفسي الوعي الكافي في نطاق المجتمع، ويحاول أن يغير نظرة المجتمع للمريض النفسي بشكل يساعده على التعافي وعلى مواجهة المشكلات.
أهمية الإرشاد النفسي في المجالات المختلفة
لا تقتصر أهمية الإرشاد النفسي عليك كفرد فقط بل هي تشمل الأسرة والمجتمع، ولا يجب أن يعني ذهابك للمرشد النفسي على أنك ضعيف أو سيء بل الذهاب للمرشد النفسي هي خطوة إيجابية لأي شخص لأنها تعني أن الشخص قادر ومتمكن من اتخاذ القرار والتغيير من حالته وما يمر به من صعاب.
الإرشاد النفسي في المدرسة
و هو مهم للحفاظ على الصحة النفسية للأطفال، حيث أن للمدرسة أهمية كبيرة في تعريف الطفل على قدراته منذ الصغر، و جعله يتحمل ما قد يراه من سوء في البيئة المحيطة به في المنزل، فالمرشد النفسي من واجبه أن يتتبع سلوك الطفل في المدرسة وأن يعمل على تحسين العلاقة بين المدرس وبين أي طالب يحتاج إلى تعديل سلوك أو ذي احتياجات خاصة عقلية مما يساعد في تغيير نظرة المجتمع منذ الصغر.
الإرشاد النفسي للأزواج
يمثل الإرشاد النفسي في الحياة الزوجية نقطة فاصلة في الكثير من العلاقات، فهو قد ينظم العلاقة بين الزوجين ويعيد إليها بعض القواعد التى قد تكون مفقودة، كما يشجعهم على القيام بالأنشطة المشتركة التي تساعدهم على بناء أسس لعلاقة قوية من جديد، ويغير نظرة المجتمع للمريض النفسي من خلال الأبوين في حالة إصابة أحد أبنائهم بإحدى الاضطرابات النفسية نتيجة لعوامل كيميائية وجينية.
الإرشاد النفسي للمسنين
نرى في أحيان عدة أن كبار السن يحتاجون إلى اهتمام خاص بصحتهم النفسية، وهذه الثقافة مازالت غير منتشرة بالدرجة الكافية ليس فقط على مستوى مجتمعنا العربي بل على مستوى العالم، فطبيعة المخ البشري عند التقدم في العمر تتغير ويحدث تبدل في النواقل الكيميائية. لذلك فالجانب النفسي لكبار السن والمسنين بحاجة إلى رعاية لا تقل عن الجانب البدني.
وصمة المرض النفسي ونظرة المجتمع
إن وصمة العار مازالت تلحق كل ما يتعلق بالصحة النفسية في مجتمعنا العربي. فالبعض ما زال ينظر نظرة سطحية وخرافية للإرشاد النفسي على أنه يعني الجنون، فتسيطر عليهم الأفكار الغير حقيقية و لا صحة لها من الأساس عن العلاج النفسي والذي تطور بشكل كبير في عصرنا الحالي.
الإرشاد النفسي هو يد العون المدودة لك و التي تكشف لك عن أغوار نفسك وتجعلك تصل إلى امكاناتك الحقيقة. لا تسير أبدًا وراء الإدعاءات الوهمية التى تبني عائقًا بينك وبين طريق الوصول إلى قدراتك التى قد تكون غافلًا عنها، حاول أن تنشر الوعي بين زملائك وأسرتك وأن تتعرف على قيمتك الحقيقية من خلال التعاون مع المرشد النفسي.
من المأمول أن يشهد العصر القادم وعيًا متزايدًا حول أهمية المرشد النفسي في المجالات المختلفة في حياتنا إذا مررنا بأوقات لا نستطيع فيها أن نصل إلى الحل بأنفسنا. حاول أن تعود نفسك على عدم الاكتراث أو التفكير حول القيل والقال، فصحتك النفسية هي أعلى أولوية لك في الحياة، أعطها الاهتمام الكافي بقدر ما تستطيع.
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية
إليك نصائح تساعدك على الشعور بالايجابية والتخلص من السلبيات:
١- تناول الوجبات الصحية والخفيفة: على الرغم من أن النصيحة قد تبدو في ظاهرها ليس لها علاقة بالصحة النفسية، لكن الكثير منا تسوء صحته النفسية بسبب عدم قدرته على الهضم بالشكل الصحي والعمل براحة وبالمجهود الكافي.
٢- كتابة الموقف الذي تمر به والذي يشعرك بضيق: و سجل كيفية تعاملك وتصرفك في هذا الموقف. إذا كان تصرفك إيجابيًا اشعر بقيمتك وكافئ نفسك على تصرفك الإيجابي.
٣- تعاون مع زملائك المخلصين في مجال عملك: فبإمكانك تفادي الشعور بالقلق والتوتر من خلال المشاركة التي تطور من مهاراتك وتفاديك الأفكار السلبية.
٤- اهتم بذاتك: من الجيد أن تتكفل برعاية غيرك والاهتمام بهم، لكن حاول بقدر الإمكان أن تعط لنفسك الوقت الكافي الخاص بك حتى تتمتع بالصحة النفسية الجيدة.
من خلال ما تم ذكره تمكنا من تعريف الإرشاد النفسي والمجالات المختلفة التى يتطرق لها و أهدافه التى لا غنى عنها من أجل تنمية المجتمع وخاصةً المجتمع العربي الذي يمر بأزمات حروب وثورات وغيرها تؤثر على أفراده.
إن العار لا ينصب على من يطلب المساندة، بل العار على من يسيء إلى غيره نتيجًة لجهله وعدم وعيه.
اضف تعليق