ضرغام الحميد – العراق
بعد أن كنا معزولين عن العالم، وعن كل ما يحدث فيه من تطورات تقنية وابتكارات علمية بسبب الحصار الذي لم يرفع يده عن العراق الا في عام ٢٠٠٣، و من هذا التاريخ تبدأ الحكاية، حيث دخل للعراق كل شيء، و أصبحنا جزء من الأسواق الحرة، و العولمة العالمية، وبالتأكيد سوف يصيبنا ما يصيبه، و سرنا مع العالم الذي أصبح الإنترنت فيه جزء مكمل لحياة الانسان، حتى جاء الوقت الذي استطاعت البشرية ابتكار التسويق الإلكتروني و العمل الحر.
و بصراحة في العراق لا يزال هذا المجال قليل، و يكاد يكون العاملين فيه معدودين على الاصابع!
لكن ربما ساعد على تطوره و انتشاره جائحة كورونا، و ما نتج عنها من نقصان في فرص العمل …
لهذا بحث الناس عن فرص عمل بديلة، وحاولوا ان يتغلبوا على الصعوبات التي تواجههم فيها.
صعوبات العمل الحر على الإنترنت في العراق
الإنترنت الضعيف …… ربما تكون هذا المشكلة من أكثر المشاكل تأثيراً على العمل الحر في العراق، حيث لا تزال المنظومة الشبكية قديمة، و أحيانًا غير فعالة.
و تتفاجأ في بعض الأحيان، أن الكثير من الرسائل لا تصل إلى بريدك الإلكتروني! أو أن الرسالة تصل متأخرة كثيراً عن موعد الإرسال، وهذا الشيء غير فعال في مثل هذا العصر الذي يعتمد على السرعة.
كما أن العميل اذا تأخرت عليه في إنجاز المشروع أو الخدمة في الوقت المحدد لن يجد صعوبة في إيجاد غيرك، فهو لا يهتم بالمشاكل او الظروف التي تعانيها انت …… كل ما يريده هو انجاز الخدمة.
و تصبح المشكلة معقدة أكثر اذا تطلب انجازها استخدام الإنترنت، مثل التصميم أو جمع المعلومات أو غيرها.
لكن مع كل الصعوبات الموجودة، علينا أن لا ننسى الفوائد التي يحصل عليها الشخص من هذا العمل.
فوائد العمل الحر
١- يتيح فرص عمل جديدة في العراق، الذي يعاني أصلاً من نقصان في فرص العمل.
٢- أغلب الخريجين يتجهون نحو الحصول على العمل في القطاع الحكومي والرغبة في الحصول على التعيين الذي هو عبارة عن بطالة مقنعة!! يعني أن الذي يعمل في العمل الحر، سوف يكون متفرد، ولا يوجد له الكثير من منافسين.
٣- العمل في القطاع الخاص غير مضمون بسبب عدة ظروف أمنية و إجتماعية وسياسية، و لا ننسى جائحة كورونا وتأثيرها، و لا يمكن أن تحصل على الإستقلال المالي فيه، أي تبقى تعمل وتعمل حتى تموت! دون أن تحقق شيء، لكن العمل الحر يفتح لك أكثر من باب، و ربما تكون أنت مدير نفسك.
٤- يساعد في صقل الخبرة والموهبة، و التركيز على شيء واحد، حيث بسبب ظروف العمل، يجيد الشخص العراقي أكثر من عمل و اختصاص، لكنه لا يركز كل قوته على شيء واحد، بل يبقى يتنقل بين أكثر من مجال، ولا يحصل بالتالي على خبرة مميزة في مجال واحد، و لكن العمل الحر يتيح للشخص ذلك.
كيف تنجح في البرامج و المنصات
في رأيي الشخصي، من أهم البرامج والمنصات التي تنفع العراقيين الآن، هي (منصة خمسات) ، هذه المنصة التي يمكن ان تجد كل المعلومات عنها ، بكتابة كلمة (خمسات) في محرك البحث، ويمكنك أن تسجل حسابك فيها بمنتهى السهولة، خصوصًا أن كل ما فيها باللغة العربية.
و يمكنك يا صديقي العراقي أن تعرض الخدمات القادر على أدائها و تنتظر من يشتري منك الخدمة بسعر يبدأ ب (٥ دولار)، و يرتفع حسب نوع الخدمة وجودتها.
بسبب عدم التخصص في القطاعات الحكومية والأهلية، نجد أن الفرد العراقي يجيد أكثر من عمل أو اختصاص في وقت واحد …. مثلاً قد تجد مهندس معماري يجيد إعداد خطط جدول العمل الخاص بالمهندس المدني ….. و هنا يمكن أن يقدم خدمتين في وقت واحد، خدمة بناء المنازل والتصاميم و خدمة إعداد المخططات، ويمكن أن يعمل في العراق بمجاله ….
لكن في منصة خمسات يعمل في أكثر من مجال ، حيث فقرة الشهادة غير مطلوبة.
و العميل يريد منك الخدمة وليس مهتم بماذا تمتلك من شهادة.
لكن بصراحة العمل في منصة خمسات لا يخلوا من بعض الصعوبات.
صعوبات العمل في خمسات في العراق
هناك صعوبات بالنسبة لمن يعمل من العراق في منصات العمل الحر
أكبر الصعوبات أن أغلب البنوك و المصارف العراقية غير مرتبطة في ( Paypal ) ولهذا لا يمكنك ان تنشئ حساب بسهولة لكي تربطه مع الماسترد كارت الخاصة بك، و تسحب الأرباح التي تحصل عليها من منصة خمسات أو غيرها.
و لكي تحصل على الأموال مقابل الخدمات التي تقوم بها في العمل الحر عليك فعل ما يأتي:
١- اشتري ماستر كادر لها القابلية على الربط في أي حساب من( Paypal ) حيث أن بعض الماستر كادر في العراق التابعة لعدة مصارف و بنوك عراقية غير مدعومة، و لا تستطيع أن تربطها مع المحفظة العالمية (Paypal).
٢- استخدم رقم صديق أو قريب لك من أي دولة عربية (مصري أو أردني أو سعودي)، لكي تنشى لك حساب رقمي في المحفظة العالمية ( Paypal ).
٣- استخدم الرقم الدولي في تكوين الحساب لك في ( Paypal ) ثم بعد ذلك قم بتعديل الإعدادات بحيث من يمتلك الرقم لا يستطيع الوصول إلى حسابك المالي …. ثم اربط حسابك المالي ( Paypal ) بالماستر كارت التي اشتريتها، و لها القابلية على الربط مع المحفظة الدولية، و بعد اتمام خدماتك حاول أن تسحب أموالك في قرب وقت، ولا تبقي في المحفظة أموال كثيرة.
و اذا وجدت صعوبة في إنشاء الحساب يمكنك أن تشاهد بعض المقاطع التعلمية في اليوتيوب التي تشرح لك في عملية تكوين الحساب و أخذ الأموال من الماستر كارت كما تتعرف على أنواع البطاقات العراقية التي يمكن أن تستخدمها، بحيث لا تواجه أي مشكلة.
لكن يجب أن أذكر لك بعض الطرق العراقية الخاصة بالربح.
الطريقة العراقية في الربح
اذا كنت عراقياً افعل ما يأتي:
يجب أن تنشر خدمتك في موقع خمسات بحيث تظهر فيها موهبة واحدة فقط!
حيث أن العرب لا يتعاملون مع الشخص الذي يكون في حسابه أكثر من خدمة و وظيفة.
مثلاً أنت مصمم مونتاج، وتجيد الرسم، وتجيد الترجمة أيضًا؟
كون أكثر من حساب على خمسات، بحيث في حسابك الخاص بالتصميم تنشر خدمتك الخاصة بالتصاميم، و كل حساب يكون متخصص في خدمة. في حسابك الخاص بالرسم نزل فقط خدمة الرسم، و كذلك في حسابك الخاص بخدمة الترجمة ، وهنا تزداد فرصة شراء الخدمة منك.
و يجب أن تنزل كل الأعمال التي قمت بها معززة بالصور أو الفيديوهات، حيث أن المشتري من خمسات، يريد أن يشاهد قبل أن يشتري.
ونحن العراقيين بصورة عامة نجيد العمل، لكن للأسف لا نجيد التسويق لأنفسنا، ولهذا أنصحك أن تنشر أعمالك بصورة دورية في المعرض الخاص بحسابك ….. مثلاً تصاميم قمت بيعها أو ملفات قدمت بترجمتها أو رسوم عملتها.
كما عليك مشاهدة أعمال المبدعين في خمسات و أن تتعلم منهم كيف يطرحون الخدمة، ويسوقون لأنفسهم.
و بعد العمل في منصة خمسات لمدة شهر واحد على الأقل، أنصحك بالإنتقال إلى منصة أخرى مثل مستقل.
لكن إياك ثم إياك أن تستخدم في البداية منصتين !!!
حتى لو لم تحقق أي أرباح و لم تبيع أي خدمة!
عليك بالصبر، حيث أن العمل الحر يحتاج صبر كبير.
كما أن المنافسة بالأسعار و الجودة والسرعة قوية، لهذا عليك أن تكون صبور.
و بعد أن تدرب نفسك في منصة خمسات، و تتقن جميع تفاصيلها، انتقل إلى منصة مستقل.
لكن يجب أن تبقى تنشر أعمالك، وتقدم خدماتك في خمسات، و تخصص ساعة أو ساعتين من يومك لخمسات، حتى لو لم يكن لديك أي عمل أو خدمة تجريها …..
فقط اذهب إلى ( طلبات الخدمات غير الموجودة ) و اترك تعليقات على المواضيع و الخدمات التي ينشرها الناس، و بالتأكيد سوف يعجب أحد ما بتعليقك، و يرغب في شراء خدمتك. حتى لو طالت المحاولات يجب أن تجعل هذا الأمر مثل الروتين الذي لا يمكنك أن تنسى عمله.
و في الوقت نفسه تخصص جزء من وقتك إلى منصة مستقل.
منصة مستقل
منصة مستقل أكثر أرباحاً، ويمكن أن تحقق أضعاف ما تحققه من خمسات …..
و لكن !
في هذه المنصة أنت لا تعرض خدمتك، بل تستقبل المشاريع فقط.
و تقدم عرضك لتنفيذ المشروع المقدم كما تذكر الوقت الذي تستطيع فيه إكمال المشروع ، و السعر الذي يناسبك.
و صاحب المشروع لو أعجبه عرضك، و وجد في معرض أعمالك أعمال جيدة ومشابهة لما يفكر فيه، يمكن أن يوافق على أن تكون أنت عميله في إنجاز المشروع.
كما يمكنك أن ترسل ملفات مشابهة له.
و بالنسبة للعراقيين الراغبين في العمل الحر وتحديدًا في منصة مستقل أنصحكم بما يأتي:
١- عند تعليقك على المشروع استخدم أيام تستطيع فيها انجاز العمل، و خصص يوم إضافي احتياطي للظروف التي قد تواجهك مثل الإنترنت الضعيف أو انقطاع الكهرباء، حتى لا يسحب الشخص مشروعه منك ويقل تصنيفك.
٢- لا ترخص نفسك، و لا تقلل سعرك من أجل الحصول على المشروع ….. مثلاً اذا كانت الميزانية التي كتبها صاحب المشروع من ( ١٠٠ – ٢٥٠ دولار ) لا تقدم سعرك في العرض باقل من ١٠٠ دولار، و لا تعتمد كثيراً على متوسط السعر الذي تشاهده في المشروع، بل قدم عرضك المالي بشكل يناسب جهودك، و أضف بمقدار ثلث المتوسط …. يعني مثلاً لو هنالك مشروع معين متوسط العرض فيه ( ١٥٠ دولار ) قدم عرضك المالي ب ١٧٠ أو ١٦٠ أو ١٤٠ أو ١٣٠، أي لا تبتعد عن المتوسط كثيرًا ولا تقترب كثيرًا …. و لا تقرب من الحد الأدنى للسعر ( ١٠٠ دولار ) و لا تقترب من الحد الاعلى ( ٢٥٠ دولار ) ، بل قدم عرض و سعر مميز، لا يستطيع أحد رفضه، وهنا تزداد فرصة قبول عرضك.
٣- في ردك على التعليق، لا تذكر كلمات غير ضرورية، بل ركز على المكتوب في المشروع، و حاول أن تضيف المقترحات أو الأشياء المغرية. و إياك ثم إياك أن تجعل صاحب المشروع يشعر أنك في حاجة ماسة إلى مشروعه أو خدمته، و لا تستخدم كلمات مثل ( أرجو منك ، اخدمك عزيزي ، أكون ممنون ، أتمنى أن أنفذ مشروعك ) بل استخدم كلمات مثل ( يمكنني مساعدتك ، مشروعك جيد ويمكنني تنفيذه ، مشروعك أعجبني، وقتي يسمح أن أنفذ مشروعك) ….. يجب أن لا يشعر صاحب المشروع أنك في حاجة ماسة لكي تنفذ مشروعه، حتى لو كنت فعلا كذلك.
٤- لا تقدم عرض لا تستطيع تنفيذه حتى لو كانت ميزانيته جيدة أو عروضه ممتازة …. يجب أن تقدم على المشروع الذي تجيد عمله بصورة احترافية، حيث أن التخصص في مجال واحد تكون أنت مبدع فيه خير لك من التبديل و التنقل بين نوع الأعمال دون أن تحقق أي خبرة في أي مجال، و يمكنك أن تحصل على بعض الزبائن الدائمين، حيث يوجد الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على (فريلانسر) دائم.
يجب أن تضع كل تلك النقاط أمام عينك و أنت تعمل في منصة مستقل، و لأنك عراقي فمن الطبيعي أن تشعر بالملل بسرعة!! لكن لا تخاف ….
الأرباح سوف تأتي، كل ما عليك هو المحاولة ثم المحاولة، وعدم الاستلام، و سوف تشعر بالسعادة و أنت تحصل على أول مشروع.
و يكون أول مشروع دافع لك لكي تستمر، خصوصاً أن العمل الحر، لا يستهلك كل وقتك.
ساعتين في اليوم وقت ليس طويل جداً ….
و بعد أن تستخدم منصة خمسات و منصة مستقل من الضروري أن تذهب إلى منصة ( UPwork )
منصة ( UPwork )
لكن هنا سوف تقف أمام مشكلة صغيرة و هي اللغة الإنكليزية.
حيث أن خمسات و مستقل يتم العمل فيهم باللغة العربية، أما ( UPwork ) فهو باللغة الانكليزية.
لكن لكي أكون واقعي جدًا أمامك يا عزيزي العراقي اذا كنت تريد دخول عالم العمل الحر، وتحديدًا في منصة (UPwork ):
مهما كان مجال عملك سوف تجد من هو أفضل منك في هذا الموقع …..
و ربما تكون منافستك أصعب، و المنافسين أقوى و أشد و أكثر خبرة وتمرس.
لكن يوجد شيء أنت تملكه كعراقي، لا يملكه أغلب الشباب في الوطن العربي و ربما العالم.
أنت أيها الشاب العراقي أو الشابة العراقية، لديك خزين لا بأس به من القصص و الأفكار، و هذا غير موجود مع الكل ….. حيث أن ظروف الحروب و الصعوبات و التجارب الاجتماعية و الاقتصادية الكثيرة التي حدثت في العراق جعلت من كل عراقي يمتلك قصص واقعية و أفكار يصعب تكررها.
و يمكنك بيع تلك القصص سواء كانت قصص واقعية حقيقة حدثت في الحروب أو في أيام الحصار أو في أيام الانفجارات، أو قصص اجتماعية لا يمكننا نشرها في الجرائد العراقية أو وسائل التواصل فقد تعرضنا للخطر.
لكن يمكن بيعها على منصة ( UPwork )، حيث يوجد الكثير من الكتاب الأجانب ممن يرغبون في شراء الأفكار و القصص و المقالات المختلفة.
و لكي أشعركم ببعض الأمل ….. من منا لم يشاهد فيلم الموصل الذي كان أول فيلم عراقي تم إنتاجه في هوليوود؟
تم أخذ قصته من مقال صحفي نُشر في صحيفة أجنبية، وبعد الفيلم أصبح العراق في نظر الكتاب الأجانب منجم قصص و تجارب إنسانية.
حيث تجد فيه قصص لا يمكن أن تجدها في أي مكان بالعالم…..
لهذا يمكنك أن تبيع قصتك أو تعطي معلومات عنها، لكي يتم نشرها في جريدة ألمانية أو أمريكية و ربما تحول إلى فيلم يوماً ما (لا أحد يعرف!)
و هذا الأمر لا يتطلب منك أن تكون كاتب محترف، ربما قصة واقعية بسيط مثل انفجار بسيط حدث بالقرب منك و شاهدت بعينك كيف أن الشخص الجريح يتحرك نحو جثة امرأة لكي يغطيها بثيابه بعد أن جعلها الانفجار شبة عارية ….. هذه الفكرة البسيطة يمكن لكاتب ما أن يجسدها في المقالة أو السينما أو التصوير حسب جودتها.
لهذا راجع نفسك أيها العراقي، فأنت تمتلك كنز من القصص والافكار…
لكن يجب أن تتعلم الانكليزية …
و مع كل ما قلته، هذا لا يعني أن تركز على هذا الجانب فقط، بل يمكنك أن تستخدم مجالك و تقدم أعمالك على منصة ( UPwork ) و تنتظر الأرباح.
اضف تعليق