بقلم إسراء علي عبدالحكيم (باحثة ماجستير في علم النفس).
دائماً ما نسمع كلمات مثل عليك اغتنام الفرصة وأنها لا تعوض، وبعض الأقاويل الأخرى مثل اصنع فرصتك بنفسك وأحاديث كثيرة عن الفرص، سنتناولها بالمناقشة في هذا المقال وعن علاقتها بالمغامرة….
في البداية الفرصة تعني أي شئء سيغير لنا شيء في حياتنا أو سيضيف لنا شيئ جديد.
كيف تأتي الفرص؟
في الغالب إن الفرص لا تأتي في شكل سهل ومباشر وإنما بشكل غير مباشر ويتطلب الفهم، واحياناً أخرى تتطلب السعي للوصول إلي فرصة.
وبذلك فعلاً نستطيع صنع الفرص بالوصول والسعي اليها.
هل الفرص لا تتكرر؟
طالما أن الفرصة تتطلب سعي وهي في الغالب غير مباشرة فإذاً نستطيع تكرارها بسعينا وتخطيطنا.
الفرصة والمغامرة..
كما ذكرنا فإن الفرصة لا تأتي مباشرة وانما تتطلب منا سعي، وـيضاً تتطلب منا مغامرة ففي بعض الأحيان تأتينا فرصة سهلة ومباشرة ولكن تحتاج إلى مغامرة كي نستطيع اقتناصها…
اذكر اني في أحد المرات عرضت على مؤسسة ما العمل معهم وكنت متحمسة جداً لذلك ولديّ العديد من الأفكار وحين عرضت عليهم ذلك رفضو خوفاً من أني لا أكون جدية أو ربما لأن امتلكهم الخوف من تنفيذ الأفكار الجديدة أو العمل مع شخص في بداية مشواره، فذهبت إلى مكان آخر وغامروا ونفذوا الفكرة وبفضل الله نجحت وبدأت تأتي ثمارها، نفس الموقف حدث معي قبل هذا… عُرض عليّ فكرة جيدة وغير تقليدية لمشروع من إحدى صديقاتي ولكني تخوفت بعض الشئ من المغامرة وندمت بعد ذلك وتعلمت أن أغامر.
تأتيني الفرصة ولا أعلم أنها فرصة إلا بعد أن تنتهي. كيف ذلك؟
نعم في كثير من الأحيان تأتينا فرصة ولا نعرف أنها فرصة إلا بعد إنتهائها ويرجع ذلك لتخيلنا بأن الفرصة هي شئ يأتي أمامنا بكل الطرق السهلة والمباشرة وبالطرق المناسبة لنا ولا يحتاج منا أي شيء سوى الموافقة والبدء بها، وهذا لا يحدث لنا إلا في الأحلام، لن تأتيك فرصة أبداً بهذا الشكل، ما سأيتيك في الواقع عبارة عن فرص غير مكتملة تغوص فيها لتكملها انت.
طالما أن المغامرة محسوبة ومدروسة وأنت تعلم ما أسوأ الاحتمالات وكيف تتعامل معها فغامر، فتلك هي الفرص تحتاج إلى مغامرة، إذا تحدثت مع من اقتنص فرصة ستجده سعى وغامر حتى اقتنصها، ولربما غامر قبل ذلك ولم يحالفه القدر، وتذكر جيداً أن حتى لو المغامرة لم تأتي ثمارها ففي أسوأ الظروف ستستفيد الكثير من الدروس.
نأتي للسؤال الأهم، كيف أصنع و اغتنم الفرص؟
القاعدة الذهبية في صنع الفرص واقتناصها: لا تتوقف … أنت لا تُكافأ منذ اللقطة الأولى وإنما يسبقها الكثير من المحاولات، فمن يعمل في مكان مرموق إذا سألته عن كيف وصل لهذا المكان ستجد أن السر لأنه لم يتوقف، بل حاول وتقدم للعمل في أماكن كثيرة …. ولم يتوقف إلى أن صنع الفرصة، وكذلك أي شخص من وجهة نظرك أنه حالفه الحظ أو أنه ناجح ستجد أنه لم يتوقف بل حاول وحاول وحاول إلى أن سنحت له الفرصة، وأولئك الذين فازوا بجائزة كبيرة أو حتى أولئك الذين فازوا في اليانصيب حاولوا عدة مرات وتقدموا للمسابقة ولم يتوقفوا إلى أن فازوا، أنت ستخلق فرصة وتقتنصها لأنك لم تتوقف عن المحاولات. كل شهاداتك وخبرتك وووو… لن تفيد إذا حاولت ثم توقفت. كيف ستأتي لك الفرصة وأنت توقفت؟
تذكر أنك لا تُكافأ على اللقطة الأولى ولا تُكافأ من أول مرة فلا تتوقف، هذه القاعدة هي سر النجاح في صنع الفرص واقتناصها.
لا توجد فرصة لن تتكرر، لطالما أنك تستعد وتسعى وتغامر وتتحمل نتيجة ومسئولية قراراتك، لن تُكافأ منذ اللحظة الأولى، تذكر ذلك.
اسعى… اجتهد … وغامر … وستأتيك كل الفرص راغمة…
أخبروني في التعليقات عن آرائكم واقتراحاتكم…
دمتم قناصين للفرص…
اضف تعليق