بقلم ماجد المحمد
بعد عملي لأكثر من ١٠ سنوات كموظف في مجال الشؤون الإدارية و الموارد البشرية في القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية، أود أن أشارككم بعض ما تعلمته في رحلتي المهنية، تحديداً عن الصعوبات في أول المشوار المهني. و ربما تكون هذه النقاط مفيدة لأشخاص غيري….
في مرحلة بداية الحياة المهنية (بالنسبة لأي خريج جديد) تتشكل قناعات و مبادئ و أخلاقيات العمل، و هي مرحلة هامة جداً لا يخلوها بعض العقبات أو المصاعب التي تواجه الأشخاص في جميع المجالات… حيث يوجد عدد من الصعوبات و التحديات المتشابهة و المشتركة و تواجه أي موظف جديد دون سابق خبرة في نفس المجال، سواء كان يعمل عمل إداري أو فني أو في أي وظيفة أخرى….
و ما يجعل هذه الفترة من الحياة المهنية صعبة في الكثير من المنشآت هو عدم وجود (بالضرورة) آلية لتوجيه الموظفين الجدد في استخدام الموارد و الأدوات في الجهة التي يعمل بها… خاصة اذا كانت المنشأة لا تدعم برامج الخريجين الجدد…. أي أن العمل يبدأ مباشرة بدون توجيه عملي لتقويم أداء الموظفين الجدد و تدريبهم على رأس العمل خلال الأشهر الأولى من الإلتحاق بالوظيفة.
تجربتي
في بداية مشوار حياتي المهنية واجهت الكثير من الصعوبات التي تبين لي فيما بعد وجود عدة حلول و إجراءات لها لم أكن أعلم بها مسبقاً…. و تعلمت بواسطة التجربة و الاعتماد على طلب المساعدة من الرئيس المباشر.
تحديداً عندما باشرت عملي كموظف إداري في أول وظيفة لي، و التي كانت في إحدى الشركات الخاصة في مدينة الرياض و بدون خبرة سابقة ولا تدريب مسبق على الرأس العمل ماعدا تسليم المهام الوظيفية الرئيسية لي من خلال رئيسي المباشر، وجدت نفسي أمام شاشة حاسب آلي و كتاب نظام و سياسة الموارد البشرية الداخلية الخاصة بالمنشأة فقط و بدون توجيه من المسئولين.
حينها أدركت أنه يجب علي البحث عن المعلومات عن مهامي الوظيفية بنفسي من خلال طلب المساعدة من رئيسي المباشر وزملائي في الإدارة… لكن لم يكن ذلك الشيء سهل، فالحقيقة أن المعلومة في بيئة الأعمال صعبة المنال لما نشهده من حدة المنافسة بين الزملاء وعدم توفر الوقت…. فكل موظف مشغول بالقيام بمهامه الوظيفية خلال ساعات العمل الرسمية، و بالطبع لا يجد مصلحته الأولى في قضاء وقته لتعليمك…. و ذلك سبب ضياع الكثير من وقتي و جهدي، و وقعت في أخطاء كثيرة في العمل.
و اعتقد أن أهم العوامل التي صعبت أدائي لمهام العمل و جعلتني أعمل لساعات إضافية طويلة يومياً (بالترتيب):
١- عدم وجود معلومات كافية عن المهام الوظيفية المعطاة لي عند مباشرة العمل.
٢- عدم وجود برنامج أو خطوات واضحة في الشركة للإرشاد المهني الخاص بالموظفين الجدد لشرح الأهداف للموظف الجديد، و عدم وجود إدارة تدريب.
٣- عدم وجود أهداف وظيفية رئيسية للتقييم خلال فترة التجربة، حيث أن فترة تجربة الموظف الجديد هي ٣ أشهر و يتم تقييمه بعدها و لكن الأهداف كانت غير واضحة.
و أعتقد أن هناك الكثير من الحلول التي يمكن اتباعها لتفادي الوقوع في هذه العقبات في بداية الحياة الوظيفية. فمثلاً الوصف الوظيفي عنصر مهم من خلاله يتم ربط وتحديد إطار العلاقة الوظيفية بين الموظف و رئيسه المباشر، و من الممكن وضع أهداف عملية واضحة تعكس الوصف الوظيفي. فيجب تحديد الوصف الوظيفي أولاً بوضوح.
كما من الممكن الحصول على المعلومات بشكل أسهل اذا كان هناك وجود رسمي لمهمة الإرشاد المهني من خلال الرئيس المباشر أو موظف الموارد البشرية المسئول عن ذلك، و يقوم المرشد المهني بشرح المهام و مسئوليات الوظيفة المناط بها، والحد الأقصى من الوقت لتنفيذ هذه المهام و تحديد التدريب اللازم لذلك عند الحاجة، سواء داخل أو خارج المنشأة.
كذلك من أهم المشكلات التي واجهتني في بداية مشواري المهني كإداري في إدارة الاتصالات الداخلية للمنشأة هي عدم تزويدي بأساسيات التقييم ومناقشتي بها من أي جهة في العمل، أو مراجعة العناصر التي سوف يتم تقييم أدائي بها خلال فترة التجربة في الثلاثة أشهر الأولى، و في نهاية السنة كتقييم روتيني سنوي.
نصيحة للموظفين الجدد و حديثي التخرج
من خلال خبرتي السابقة في أكثر من منشأة أعمال أود أن أنصح المقبلين على العمل أو الموظفين الجدد من التأكد من بعض النقاط في المنشأة التي سيعملون بها:
١- التأكد من آلية الحضور و الانصراف.
٢- الإطلاع على آلية وسياسة المنشأة الداخلية الخاصة بالموارد البشرية.
٣- مراجعة جميع بنود و شروط عقد العمل من خلال إستشارة أصحاب الخبرة.
٤- طلب الوصف الوظيفي مع مناقشة الأهداف الوظيفية المطلوبة من الرئيس المباشر.
٥- معرفة آلية التواصل الداخلي مع أقسام المنشأة.
٦- معرفة آلية خدمات الموظفين المتاحة التي تقدمها المنشأة و المستحقة لدرجة الموظف.
٧- طلب التدريب على رأس العمل قبل البدء إن أمكن.
٨- توثيق العمل من خلال البريد الإلكتروني مع الزملاء وعدم الاكتفاء بالطلبات اللفظية أو إيصال المطلوب بشكل لفظي بدون كتابة.
٩- عند الحاجة للاستئذان من الرئيس المباشر لأي سبب، قم بذلك عبر الإجراءات المتبعة في المنشأة.
١٠- تخطيط الإجازات السنوية من خلال التنسيق مع الرئيس المباشر.
١١- استمرارية تطوير المهارات و التعلم، وخاصة مهارة التواصل مع الأخرين.
١٢- تحفيز النفس دائماً وعدم الشعور بالإحباط.
أتمنى التوفيق ودوام النجاح لجميع الموظفين الجدد
اضف تعليق