بقلم: محمد قطيط
١- حدثنا عن المنح، كيف بدأت البحث وما هي الخطوة الأولى التي اتخذتها للحصول على منحة دراسية مناسبة؟
بدأت البحث في موضوع المنح الدراسية عام ٢٠١٣، وكنت حينها أدرس في الجامعة، كان حلمي الحصول على منحة دراسية لأستطيع السفر واستكمال الدراسات العليا في الاقتصاد وإدارة الأعمال، من خلال الاطلاع والقراءة والبحث الطويل بالمواقع على الانترنت ومن خلال سؤال ذوي الخبرة والمعرفة، جربت التقديم للعديد من المنح ومراسلة أساتذة الجامعات لكي يصبح لدي خبرة جيدة في هذا الموضوع، وانتقلت بعدها لمرحلة أصبحت أدرب الطلاب على كيفية التقدم للمنحة، وكيف تراسل أستاذ جامعي، وكيف تكتب المقترح البحثي،…..وذلك في عدة مراكز تدريبية وعن طريق الانترنت منصات تعليمية الكترونية.
بالنسبة للمنحة الحكومية الهنغارية، فقد بدأت تجربتي فيها بالبحث فيها بشكل مفصل، واطلعت على تجارب طلاب سابقين، وكنت أراسل العديد من الأساتذة الهنغاريين والمعروف بأنه من الصعوبة أن تصل لأستاذ هنغاري ويوافق على مقترحك البحثي بسهولة!، وهذا ما عملت عليه، حيث كنت أبحث في تخصص كل أستاذ، أطلع على أوراقه العلمية، أعرف توجهه العلمي، اهتماماته البحثية، ومن أبدأ بمراسلته وعرض فكرتي عليه، وإذا طلب مني أن أناقشه فيها، كنت أرحب بذلك وحتى أطلب منه أن نتقابل على السكايب مثلاً.
٢- كيف كان طريق البحث؟ ما هي العقبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
من خلال دراستي في مرحلة البكالوريوس في سورية، كنت مهتماً في البحث العلمي وشغوفاً في الاطلاع على كل ما ينشر في عالم الاقتصاد والإدارة بشكل عام، اقرأ أي جديد في عالم الإدارة، كنت أطلع على العديد من الأوراق المنشورة بخصوص ذلك، وقد كان مشروع تخرجي ورسالة الماستر عن الإدارة اليابانية وتطبيق بعض أنظمتها كدراسة حالة عن أحد البنوك السورية في مشروع التخرج، وشركة صناعية سورية في مرحلة الماستر.
بشكل عام دائماً ما يواجه الطالب الراغب بالتقدم للمنح ضعف مهارات البحث ومهارة التحليل للبيانات للوصول إلى معلومات واقعية، وكيفية استخدام الحاسب في التحليل الاحصائي المتقدم، وكنت أتغلب على ذلك من خلال الكورسات التدريبية المتوفرة في بعض المنصات العربية كرواق وإدارك، وبعض المواقع الأجنبية مثل Coursera ، وكنت أتابع أي دورة تدريبية في البحث العلمي وأسأل وأستفسر من أساتذتي في الجامعة، وأحضر الندوات وورش العمل التدريبية لاغناء معلوماتي ومن أجل النقاش الفعال حول العديد من المواضيع المطروحة.
٣- ما هي المعايير التي كان من الضروري بالنسبة لك توفرها في المنحة ولماذا؟
كأي شروط تطلبها أي منحة، شهادة اللغة، ورسالة الدافع، ورسائل توصية، والأوراق الثبوتية وكشوفات الدرجات (العلامات)…..كان من الضروري الاهتمام برسالة الدافع وكتابتها بشكل احترافي دون استخدام أي نماذج شبيهة من النت، قمت بكتابتها بشكل شخصي، وأشرت فيها للعديد من النقاط الهامة، كرؤيتي للمقترح البحثي للدكتوراه، وكيف سأقوم بإنجازه، كما أشرت الى الاطلاع على الثقافة الهنغارية وأني التقيت مع عدد من الطلاب الهنغاريين خلال مدة اقامتي في ماليزيا…كما لا ننسى الاشارة إلى سبب اختيار الجامعة ؟…فقد كتبت أن الجامعة يدرس بها عدد من الطلاب اليابانيين وأنا لدي اطلاع جيد على ثقافتهم وكنت متطوع مع احدى المنظمات اليابانية سابقاً وهذا ما سيحفزني على زيادة التواصل مع باحثين وطلاب بشكل أكبر ضمن الجامعة…
عامل اللغة مهم جداً في التقديم لأي منحة كانت، اعتني بلغتك، وحاول تطويرها بشكل مستمر، العديد من التطبيقات أصبحت متاحة ويمكنك استخدامها أينما كنت.
٤- برأيك ما هي أبرز نقاط القوة لديك والتي ساعدت في قبول طلبك؟
يعد عامل التطوع والمساهمات المجتمعية هو من النقاط التي ساعدتني في الحصول على المنحة، فلقد تطوعت على مدى ٥ سنوات في عدة مجالات (طبية – تعليمية – ثقافية ومجتمعية ….) وفي عدة أماكن سواء داخل أو خارج سورية، كما أن نشر بحثين علميين خلال مرحلة الماجستير ساهم بحصولي على منحة الدكتوراه في جامعة Szent Istvan، كما أن المقابلة الشخصية ومراسلة الأساتذة الجامعيين يعتبران من العوامل الهامة جداً، فقد قمت بمراسلة 13 أستاذ هنغاري، وقام اثنان فقط! بالرد على رسائلي واعطائي موافقة للإشراف على بحث الدكتوراه.
من أصعب الأمور التي تواجه الطالب الراغب بالتقدم لمنحة دكتوراه هي الحصول على قبول إشراف، فيجب أن تبحث عن فكرة مهمة ، وأن تكون تهم بلدك ومجتمعك وتسعى بأن تكون ذات فائدة.
٥- كيف كانت البداية بعد وصولك إلى البلد الأجنبي هل واجهت مصاعب مثلًا؟
كل طالب عندما يسافر يواجه في البداية صعوبات عندما يسافر إلى مكان جديد (العادات والتقاليد – السكن – طبيعة الشعب…..)، لكن ما دام الشخص لديه طموح وهدف ويعرف لماذا سافر وما هو هدفه فسيتغلب على كل الصعاب…إنها مسألة وقت فقط لتتأقلم مع ما هو جديد وتبدأ المغامرة..
٦- ما هي النصائح التي توجهها لمن يسعى للحصول على منحة دراسية؟
يمتلك كل واحد منا شيئاً يجعله مميزاً ومختلفاً عن الآخرين. مهما كان هذا الشيء الذي يميزك، استخدمه في صياغة طلب يحصل على انتباه مراجعى طلبات المنح. ليس هناك حداً لعدد الخبرات التي يمكنك ذكرها حتى تُظهر تنوعك و تفردك.
ركز على تطوير اللغة و مهارات البحث العلمي، وكيف تحدد مسارك المهني والأكاديمي، هناك العديد من التطبيقات والمنصات المجانية التي أصبحت توفر ذلك وبشكل مجاني!
اهتم بعامل الوقت ونظم وقتك، دون كل شيء لديك في دفتر خاص، حاول التقدم على أكثر من منحة، لتزيد فرصتك.
عن الكاتب: محمد قطيط – باحث دكتوراه من مدرسة باريس للإدارة في فرنسا -دراسات عليا في الاقتصاد في ماليزيا – ماستر في إدارة الأعمال الإلكترونية في سورية. متخصص في مجال المنح الدراسية والدراسة في الخارج – مطور محتوى تعليمي لمنصات الكترونية – كاتب ومدون .
اضف تعليق