بقلم جو – طالب هندسة طبية حيوية في المانيا
مرحباً
تحدثت في مدونات سابقة عن طريقة الحصول على منح دراسية في ألمانيا و عن تعلم اللغة الألمانية.
في هذا المقال سوف أكتب عن الحياة الجامعية في ألمانيا، حيث أدرس هناك الآن (تخصص الهندسة الطبية الحيوية) في جامعة كمنتس التقنية (Technische Universität chemnitz).
الدراسة في ألمانيا
لطالما رغبت في الدراسة في الخارج، فحبي و هوسي بالتكنولوجيا كانوا دائمًا يدفعاني لذلك، وكانت لدي رغبة شديدة في اتمام دراستي الجامعية في اليابان أو إحدى الدول الأوربية…. و وقع الاختيار في نهاية المطاف على المانيا.
اخترت ألمانيا لعدة أسباب:
١- سهولة اللغة و إمكانية تعلمها بشكل سريع بالمقارنة مع للغات الأوربية الأخرى (ربما باستثناء الإنجليزية) و قد تحدثت عن اللغة الألمانية بشكل مطول في مقال آخر (قصتي مع تعلم اللغة الألمانية، و كيف أصبحت أحصل على ٣٠ يورو في الساعة من العمل في الترجمة).
٢- إمكانية الحصول على مقعد دراسي ضمن المجال و الاختصاص المطلوب تعتبر شبه مضمونة.
٣- إمكانية العمل بعد التخرج أيضًا شبه مضمونة.
٤- مستوى التدريس و الاهتمام في ألمانيا عالي جدًا، سواء في مرحلة دراسة اللغة أو المرحلة الجامعية.
٥- إمكانية ممارسة العمل ضمن اختصاص الدراسة من خلال الشركات التي توفر هذا الأمر، سواء شركات تتعاون مع جامعات أو من خلال اجتهاد شخصي عبر التقديم على شركات.
٦- في كل جامعة هناك مكتب وموظفين مختصين بإدارة شؤون الطلاب الأجانب، ويقدمون الدعم بشتى أنواعه، ويقيمون احتفالات وينظمون رحلات وندوات.
٧- إمكانية العمل إلى جانب الدراسة حيث الفرص كثيرة، سواء في الجامعة في أمور إدارية بسيطة و دعم طلاب آخرين، أو العمل في نهاية الأسبوع لكسب دخل إضافي لدعم النفقات الدراسية والمعيشية.
الحياة في المانيا
عن نفسي، بدأت دراسة اللغة الألمانية في مدرسة اللغات التابعة للمدينة لايبزيغ التي أقيم فيها (Volkshochschule Leipzig).

هكذا نوع من المدارس (أو المعاهد) موجود في كل مدينة، و تكون هذه المدارس حكومية، و هي أفضل من حيث مستوى التدريس و التعليم، و كذلك بالنسبة لأسعار الدورات فيها مقارنة بغيرها من المدارس.
كانت إقامتي في مدينة لايبزيغ طوال مدة دراسة اللغة، و هي تعتبر أكبر مدينة من حيث التعداد السكاني في مقاطعة ساكسونيا التابعة لألمانيا الشرقية سابقًا.
و مقاطعات ألمانية الشرقية على عكس المقاطعات الغربية تتميز بمستواها المعيشي المناسب للطلاب من حيث إيجارات البيوت وتكاليف المعيشة، و هي هدف للكثير من الطلاب الغير قادرين على تحمل تكاليف عالية.
و قد اتممت مرحلة B1 للغة، و التي استغرقت ٦ أشهر، و هو المستوى الذي يثبت مقدرة الشخص على التحدث في الأمور الحياتية وتدبير أموره اليومية.
و لكي أحصل على قبول جامعي كان لا بد لي من دراسة مستويات لغة أعلى و ذلك حسب الجامعة و الفرع الذي أرغب في دراسته.
على سبيل المثال: لدخول فروع طبية يتحاج الشخص إلى مستوى لغة C1، و للهندسة إما C1 أو B2، حيث يختلف ذلك حسب الجامعة.
و هناك أنواع عديدة من الامتحانات و الشهادات التي تمكن الطلاب من اثبات جدارتهم، و تمكنهم من اللغة الألمانية، على سبيل المثال DSH و TestDaF.
و أنا بعد الانتهاء من B1 بدأت في كورس DSH.
و يكون هناك امتحان DSH بعد اجتياز الدورات التي تكون غالباً في إحدى الجامعات أو معاهد اللغة التابعة للجامعة، و بعد الانتهاء من الدورة وحصولي على DSH-2 (و هو ما يعادل مستوى اللغة C1) أصبح طريق الدخول للجامعة ممهدًا أمامي.


الفرق بين الجامعات في ألمانيا
الجامعات الألمانية تنقسم إلى ثلاثة انواع:
النوع لأول Technische Universität
أي الجامعة التقنية و اختصارها (TU)
هذا النوع من الجامعات يوفر للطالب دراسة الفروع الطبية و الهندسية و غيرها من الفروع، و إلى جانب القسم النظري و الدراسة توفر الجامعات ممارسة عملية لطلاب الهندسة، و يتمتع خريجيها بفرص أكبر في سوق العمل.
للتقديم على هذه الجامعات يحتاج الشخص إلى مستوا لغة متقدم (C1 او C2).
النوع الثاني Universität
و هي الجامعات التي توفر أيضًا معظم التخصصات الطبية و الصيدلة و الاقتصاد و غيرها، إلى جانب بعض أقسام الهندسة و التي يكون التركيز فيها على الجانب النظري أكثر من العملي.
النوع الثالث هو Hochschule
بالمقارنة بين ما يسمى (الهوخ شولي) و الجامعات في الوطن العربي، تعتبر الهوخ شولي نظام مختلف.
هنا تكون مواعيد المحاضرات ثابتة و لا يمكن للطالب اختيار أو إنشاء برنامج دوام لنفسه، على عكس الأنواع الأخرى من الجامعات .
كما أنها تعتمد بشكل كبير على الممارسة العملية للتجارب المتعلقة بمواد الهندسة، و في هذه الجامعات ليس بالإمكان دراسة الفروع الطبية و الصيدلة.
التركيز يكون على الهندسة بأنواعها و الاقتصاد و اللغات و غيرها.
أرخص الولايات من حيث المعيشة بالنسبة للطلاب
تعتبر ولايات ألمانيا الشرقية من أرخص الولايات على المستوى المعيشي، و لذلك تعتبر تلك الولايات وجهة رئيسية للطلاب.
ولايات المانيا الشرقية:
براندنبورغ
مكلنبورغ-فوربومرن
ساكسونيا
ساكسونيا-أنهالت
القبول في الجامعات ونصائح
الحصول على قبول جامعي في المانيا يعتبر من أسهل الأمور و ذلك لوجود عدد كبير من الجامعات، و رغبة الجامعات باستقبال أكبر عدد من الطلاب.
هناك فقط صعوبة للراغبين بدراسة فروع الطب مثل الطب بشري، الطب البيطري، طب الأسنان، و الصيدلة، و ذلك بسبب الإقبال الكبير… حيث يحتاج الشخص إلى معدل عالي.
للتقديم على الجامعات والاختصاصات التي ترغب فيها تحتاج فقط إلى التسجيل في موقع أوني أسست.
و بعد أن يتم الإنتهاء من التسجيل بشكل إلكتروني، يتم إرسال جميع الأوراق المطلوبة بالبريد إلى عنوانهم في برلين.
مؤسسة اوني اسست تقوم بتدقيق الأوراق ثم تراسل الجامعات التي اخترتها على الموقع و الموجودة ضمن الملفات التي ارسلتها.
و بعد ذلك يصلك قبول بالبريد من تلك الجامعات.
بإمكان الشخص اختيار الجامعة و الفرع الذي يرغب به من بين القبولات، حتى و إن قام الشخص بالتسجيل في إحدى الجامعات و رغب في تغيرها قبل بدء الدوام فالأمر ممكن وسهل جدًا.
هناك تكاليف يجب دفعها لمؤسسة اوني اسست وتزيد تلك التكاليف مع ازدياد عدد الجامعات و التخصصات التي تم اختيارها.
الحياة في الجامعات الألمانية
الحياة في الجامعة أمر مختلف تمامًا عن الحياة في المدارس و دورات اللغة.
ففي الجامعة هناك تعامل و اتصال دائم مع أصدقاء ألمان، و هذا يقوي اللغة.
و يجب معرفة أن الطلاب الألمان يقدمون المساعدة فقط في حال طلب الشخص منهم، و ليس لديهم المبادرة الذاتية، لذلك على الشخص المبادرة بنفسه أولاً و العمل على تقوية الاتصال و العلاقات معهم.
و الدراسة ليست صعبة أبدًا، فهناك اهتمام و دعم كبير، كما أن الفصول الثلاثة الأولى من الدراسة تكون عبارة عن ‘عادة لأساسيات مواد مثل الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و غيرها، و بذلك يكون الطالب المنقطع عن الدراسة لديه فرصة كبيرة في استرجاع معلوماته و تهيئة نفسه للفصول القادمة.
في جميع تخصصات الهندسة على الطالب العمل في إحدى الشركات و كتابة رسالة التخرج، سواء البكالوريوس أو الماجستير، و يمكن للطالب تعديل موضوع الرسالة كما يريد أو اقتراح موضوعه على الشركة ..

اضف تعليق