بقلم م. محمود الجمال
من منا لا يحلم بالسفر، ذاك الحلم الذي يراود كل شاب وكل فتاة فى مقتبل العمر حيث مستقبل أفضل وتحسين مستوى الدخل.
أنا مهندس محمود… أعمل حالياً في شركة كبرى في مدينة تبوك في المملكة العربية السعودية، و سأتحدث في هذا المقال عن تجربتي الشخيصة في السفر و العمل في المملكة (تحديداً في مدينة الرياض و مدينة تبوك) من حيث المزايا والعيوب.
بعد التخرج من الجامعة في مصر و مرور الأيام، ظل حلم السفر يراودني ويترسخ فى ذهني بحثاً عن حياة أفضل ومستقبل أفضل. وبالفعل طرقت جميع ابواب السفر… وخلال عام حصلت على عرض من إحدى الشركات العربية التي تعمل في مجال المقاولات فى المملكة العربية السعودية، وتحديداً في العاصمة الرياض وبدأت رحلتي فى عالم السفر والغربة.
تجربة السفر و الغربة
كان ذلك العالم مبهماً لي طيلة الوقت، و لكن علمت الكثير عن كل نواحيه و خباياه مع مرور الوقت.
ففي البداية تواجه مرارة الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء، والوحدة… وتتعلم تحمل مسؤليتك الشخصية حيث لا أحد يهتم بك إلا نفسك… عندما انتقلت للعمل فى العاصمة الرياض واجهتني صعوبات عديدة في البداية، حيث تغير المناخ، وتغير طبيعة الأشخاص في المحيط الجديد كلياً، وطبيعة العمل المختلفة.
لا شك أن تجربة الغربة أو البعد عن الوطن في البداية هى من أصعب التجارب التى يخوضها أى شاب… ولكن مع القرب من الله والإتقان في العمل، و الصبر و تحمل المسؤلية سوف تلاحظ بأن الضغوط تزاح من على عاتقك شيئاً فشيئاً.
ولعل ما يجعل الأمر صعباً في البداية هو تحمل كل كبيرة وصغيرة لوحدك بداية من العمل الذي يجب أن يكون بأفضل ما يمكن و يحتاج لأن تخرج كل ما لديك من طاقة، مروراً بتحمل مسؤليات البيت من مأكل ومشرب.
تجربتي في مدينة الرياض
الرياض هي عاصمة السعودية و لا شك أن المعيشة فى العاصمة لها مزايا كثيرة. و كنت محظوظاً جداً بالمعيشة فيها لمدة عامين كاملين، حيث المولات الفخمة و الأحياء الرائعة، منها ماهو راقي مثل حي العليا.. ومنها ماهو شعبي مثل حي البطحاء والمنفوحة.
يجب أن تعرف أن المجتمع في الرياض مختلفاً تماماً عن ذلك الذي عاهدناه في مصر، حيث أن المملكة بشكل عام و الرياض بشكل خاص تضم العديد من الجاليات المختلفة مثل الهندية والباكستانية والفلبينية، و هم أغلب الجاليات الموجودة حالياً في العاصمة الرياض. كل منهم له دينه الخاص، وثقافته الخاصة، و مأكله ومشربه…. و بالتالي فإن أهم نصيحة لأي شاب مصري ينوي أن يخوض تجربة السفر: دائماً كن على حذر وتعامل بحذر مع أي شخص لأن اختلاف الثقافات قد يسبب الكثير من المتاعب الناتجة عن سوء الفهم.
بعد الرياض انتقلت للعمل فى تبوك
تجربتي في تبوك
بالرغم أننى سافرت من مدينة إلى أخرى داخل نفس البلد، إلا أنه كان لي إحساس مختلف و انطباع آخر حيث أن هناك فرق كبير بين المدينتين ( الرياض – تبوك )
بدأ الانطباع من داخل المطار حيث أن المسافة كانت ساعتين ونصف، و كأنما كانت تجربة سفر إلى بلد آخر غير المملكة و ليس فقط مدينة أخرى.
الانطباع الآخر هو التغير الكلي في الطقس، فقد سافرت في أواخر شهر ديسمبر و كانت درجة الحرارة في الرياض قرابة ١٥ درجة مؤوية، و هو جو معتدل إلى حدٍ ما، و لكني فوجئت بتغير كبير فى درجة الحرارة في مطار تبوك حيث أنها سجلت ٣ درجات مؤية فقط و كانت باردة.
و فيما أن الرياض تشتهر بالإختناق المروري، وجدت العكس تماماً في تبوك، حيث الطرق الخالية و سير المركبات بالشكل الطبيعي المعتاد.
نصائح من واقع تجربتي
السفر ليس جنة الله في الأرض، و كل شيئ في هذه الحياة له مقابل… و مقابل السفر والغربة غالي و هو الحرمان من الوطن والأهل.
في نظري السفر يساعد بشكل كبير جداً في تحسين الدخل وتغيير المستقبل، فلا تتردد في السفر اذا حصلت على عرض عمل جيد. و لكن عند وصولك كن حذر دائماً و انتقي الأشخاص المحيطين بك و اختر الأصدقاء بعناية.
كل بلد لها ثقافتها الخاصة و قوانين قائمة عليها… عليك فهم ذلك في أسرع وقت و اكتساب ثقافة البلد والإلمام بالقوانين حتى لاتقع تحت المساءلة القانونية.
اضف تعليق