بقلم شيرين الطوس
غلاء المعيشة من أهم الأسباب التي تجعلنا نبحث عن مصادر دخل إضافي…. وليس من السهل إيجاد مصدر يحقق أرباح جيدة…
كان لدي فكرة و تجربة سابقة في استيراد البضائع من تركيا و بيعها في الأردن… و لكن كان الطريق بصراحة مظلم… لم أعرف عواقبه إلا بعد التجربة، و لم تكن تجربة ناجحة… سأحكي لكم تجربتي لعلها تفيد من يرغب في فتح مشروع مشابه لمشروعي.
تجربتي كتاجرة من المنزل
بدأت بدراسة مشروعي بالبحث على الإنترنت عن كل ما يتعلق بالملابس التركية، وكيفية طلبها واستيرادها، وفي أثناء بحثي توصلت إلى عدد من التجار المقيمين في تركيا، منهم من كان من جنسية سورية ومنهم من كان من جنسية أردنية، وعند اطلاعي على الموديلات ومعرفة أسعارهم لاحظت التفاوت الكبير لسعر القطعة من تاجر لآخر، فعملت على اختيار الأنسب لميزانيتي واختيار صنف أو صنفين من هذه الموديلات.
و بعدها كنت أقوم بالتواصل مع التاجر الذي يبيع هذه الأصناف وطلب القطع منه وتحديد الكمية التي أُريدها والاتفاق معه على التكلفة التي تشمل الجمرك والشحن لهذه القطع من وقت خروجها من تركيا إلى وصولها لي في الأردن، حيث يستغرق شحنها من ١٠ أيام إلى ١٤ يوم تقريباً…
وعند استلامها أقوم بالتأكد من أنها صحيحة، أي تكون نفس الموديل المطلوب ونفس الكمية المطلوبة، وبعدها أعمل على ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، وأيضاً نشرها في قروبات مخصصة للبيع والشراء.
أهم ما يحتاج المشروع
١- قدرة التواصل مع العملاء بأسلوب مميز: فالأسلوب من أهم عوامل النجاح في أي مجال من مجالات الحياة المختلفه منها البيع المباشر وغير المباشر، فالحديث مع الناس باختلاف أفكارهم ومستويات معيشتهم تجبرك على مجاراتهم ومحاولة اقناعهم والسيطرة على الغضب في بعض الحالات.
٢- تكوين عملاء دائمين: من أهم الأشياء في مثل هذا المشروع كسب العميل، فيصبح زبون دائم، مثلاً عندما يستلم العميل القطعة التي يختارها يقوم بإرسال رسالة يُبدي فيها إعجابه بالقطعة ويقوم بطلب المزيد في موسم العيد، هذا حصل لي و كان طبعاً مصدر فخر وإحساس جميل بالنجاح.
٣- تحقيق الربح: هنا النقطة الأهم لاستمرارك في المشروع، و هي تغطية تكاليف القطعة و الشحن والجمرك، بما يكفي لتحقيق ربح.
المصاعب و سلبيات العمل باستيراد ملابس من تركيا
مشروعي للأسف لم يستمر، و هذه أهم الأسباب التي يجب التفكير بها:
١- قوانين الجمرك بفرض رسوم مرتفعة: توجد رسوم جمرك على البضائع المستوردة من تركيا، و في أغلب الأحيان عندما أقوم بحساب سعر التكلفة مع سعر البيع للقطعة تكون النتيجه بخسارة دون ربح… كان من الصعب تحقيق أرباح…. وقتها اقتصر استيرادي فقط على موسم الأعياد لأن القطعة آنذاك تكون مطلوبة وبسعر مناسب، وبذلك أحقق الربح المطلوب.
٢- الصبر اللا محدود: كنت أحاول التحلي بالصبر (صبر لا حدود له) عند تعاملي سواء مع التجار أو مع العملاء، وخاصة عند تواصل المشترين معي للاستفسار عن قطعة معينه، و كنت أواجه وقتها الكثير من النفسيات و الشخصيات المختلفة…. منها العصبي ومنها المزاجي ومنها الغير مفهوم، ة كان الأمر يتطلب الكثير من الصبر والحكمة، و التحمل و التصرف بلباقة و أفضل أسلوب لكسب الثقة وبالتالي الاتفاق وشراء القطعة. و لكن الأمر كان مزعج.
٣- خسائر متوقعة، و خسائر غير متوقعة: تترتب الخسائر بشكل رئيس في ارتفاع رسوم التكلفة مقارنة بسعر البيع، و لكن من الخسائر المحتملة أيضاً رفض استلام القطعة وعدم دفع أجرة التوصيل، وقتها كنت أدفع رسوم التوصيل للمندوب بنفسي و أتحمل الخسائر، لأن شركة التوصيل غير مسؤولة عن أي من هذه المشاكل.
٤- الاختلاف المُحتمل في البضاعه المطلوبة: في بعض الأحيان يحدث خطأ أثناء قيام التاجر بتجهيز البضاعة التي أطلبها منه، فمثلاً يقوم بإرسال قطعتين من نفس المقاس من غير قصد أو ممكن عدد القطع تكون أقل من المطلوب، كل هذه الأخطاء من التاجر يجب عليه تحمل مسؤوليتها، و لكنها تسبب ربكة في العمل.
النصائح التي أُقدمها لكل من يرغب باستيراد البضائع التركية
١- احذري أو احذر من أساليب النصب المُحتمل أن تتعرض لها، فيتوجب عليك مثلاً التأكد من هوية التاجر الذي تريد التواصل معه وذلك بالبحث عنه أكثر من خلال صفحته في الفيسبوك، أو البحث عن معلوماته في وسائل التواصل المختلفة. فكلهم يفرضون قانون الدفع المقدم ثمن البضاعة المطلوبة.. يجب التفكير أكثر و الابتعاد عن التسرع في اتخاذ القرار.
٢- عند الاتصال بالتجار احرصي على طلب البضاعة بثقة و الحديث بشكل جاد معهم، لأن ثقتك في نفسك تُشعرهم بخبرتك الواسعة في هذا المجال، أو على الأقل احترامك و تقديرك و عدم محاولة خداعك حتى لو كنت جديدة في العمل.
٣- من الضروري القيام بالحسبة اللازمة لسعر التكلفة مع تقدير نسبة المبيعات والربح قبل الطلب لتحقيق أكبر نسبة أرباح.
٤- كُن صبوراً بذكاء عند حديثك مع العميل، وتحلى بأسلوب مميز ومحترم، وأهم من ذلك الأمانة والصدق عند حديثك عن القطعة، والحرص على تسليمها بالموعد المحدد لكسب ثقة العميل على المدى البعيد، ولكي تجعله يُحدث الناس عنك بأحسن صورة.
وفي النهاية أتمنى أن أكون قد قدمت المعلومات الشاملة لكل ما يتعلق بمشروع استيراد الملابس من تركيا، و أن تكون النصائح مهمه ومفيدة لكل من يُفكر في خوض تجربة مشروعي المتواضع،
راجية من الله تعالى التوفيق لي ولكم.
اضف تعليق