بقلم هبه إبراهيم
قاسمتك لحمي و عظمي، و حملتك وهنًا على وهن، أقاسمك عمري أيضا ؟ لا ، عمري كله لك.
في جو من الارتباك بين شعور بالفرح و خوف من المستقبل كانت حيرتي في كيف أخبر زوجي بأنه على وشك أن يصبح أبًا…
جسد و لحم و عظام تنمو داخلي من رجل استأمنته على نفسي و أنفاسي، بالطبع لا يمكن أبدًا أن أخبره الخبر السعيد كأي خبر آخر مثل … حبيبي لقد نفذ مخزون الأرز لدينا!
الأمر يبدو عاديًا جدًا، مما يجعل قدوم الطفل عاديًا و دون معنى.
فكرت في أن من حقه أن يعرف عن الطفل بنفس الطريقة التي عرفت بها أنا، قمت بتغليف شريط اختبار الحمل الذي أظهر النتيجة الإيجابية في لفة هدايا، و في جو هادئ على العشاء اكتشف زوجي الهدية التي أهديتها له، وفي الحقيقة هو أيضا أهداها إلي….
الآن أرى علامات من الفرحة و الحيرة على قواسم وجهه،
الآن أدرك ان سوف يحل علينا ضيفًا مقيمًا إقامة العمر.
أدرك أن عليه أن يعد العدة للجسد الذي سوف يحمل اسمه و جيناته و ممتلكاته.
التجهيز المادي لقدوم الطفل
كان قدوم الطفل بمثابة إنذار لنا بحوكمة نفقاتنا لكي تكفي ثلاثة أشخاص.
تكفى لتمريض الشخص الثالث أيضًا!
رغم أنه ما زال يسكن أمه بعد، إلا أن وجوده ذلك استلزم أدوية تجعل إقامته طيلة الاشهر القليلة إقامة سعيدة.
قرر زوجي أن يستقطع ثلث مدخوله الشهري ويدخره في بطاقة مسبقة الدفع، كان يسلمني البطاقة بشكل منتظم شهريًا و أخبرني أن لي حرية التصرف في هذه الأموال فيما يخص أي احتياج لي يتعلق بالطفل فقط.
أما نفقاتنا نحن الاثنين فهو ما زال ملتزما بها بصفة عادية.
من جانبي كنت أدخر مبلغ و قدره ١٢٠٠ جنيهًا مصريًا ، وكنت أجعل هذا المال إضافة إلى المال الذي أعطاني إياه زوجي في نفس البطاقة.
الآن أصبح لهذا الصغير الذي لم ير الحياة بعد بطاقة بنكية خاصة به!
وتمثلت مصروفاته فيما يلي:
١- نصف قيمة المبلغ ( تقريبًا!) المتحصل عليه من أبيه و أمه تظل في البطاقة البنكية كما هي ( ويضاف عليها في الشهور التالية ) حتى تكون المخزون الذي يساعده على التعليم الجيد و شراء مستلزمات الدراسة عندما يبلغ سن التعليم.
٢- الربع أو يزيد يخصص لنفقات الطبيب و التحاليل والأشعة والأدوية اللازمة لضمان صحة جيدة له دون أي مطبات.
٣- الباقي يتم ادخاره معي في حصالة في غرفته التي تم تجهيزها منذ الزواج لكن بالطبع تحتاج المزيد من التجهيز بسبب مستجدات العصر الحديث.
الاستعداد الطبي للمولود
كانت هناك اعتبارات عديدة أوجبت علي اختيار طبيب دون غيره، لكي يصب ذلك في صحتي و طفلي بالطبع،
الأمر الأول الذي خطر بذهني هو المتابعة عند الطبيب الذي تبعد عيادته مسافة دقائق من منزلي تحسبًا لأي أمر طارئ.
غير ذلك و لحسن الحظ أنني أعيش في مدينة يقصدها الجميع للمعالجة الطبية، كان طبيبًا ذو سمعة جيدة و علم غزير، كونه لديه خبرة في هذا المجال و قضى عمره فيه مما شجعني و حفزني أنني أسير على طريق الاختيار الصحيح.
الآن يمكننا أن نذهب أنا و زوجي للمتابعة دون صعوبة و دون انتظار لأن قربنا منه سمح لنا بالحجز مبكرًا في الصباح الباكر عند نزولي أنا أو زوجي للعمل، مما يعطي لنا الأولوية في الدخول في أي وقت يكون مناسبًا لنا و غالبًا ما يكون ليلاً.
كيف جهزت ليوم الولادة
كنت أشعر بشيء كبير من الرهبة و الخوف كوني على مقربة من ولادة قد تودي بحياتي مقابل أن يعيش طفلي…
كان استعدادنا بسيطا و بديهيًا فقد طلب زوجي من الطبيب أن تتم العملية في مستشفى ذات تجهيزات متقدمة، الأمر الذي أعلم جيدًا أنه سوف يؤثر عليه بشكل مادي، لكنه أخبرني أنني من حقي أن أعيش بصحة جيدة لأرى طفلي و هو يكبر بيننا، وافقته نفسي على ذلك.
كان لا بد لأسرتي و خصوصًا أختي و والدتي أن يحضروا مثل هذا اليوم، كونهم بجانبي هم و زوجي يشعرني بشيء كبير من الدعم النفسي.
من جهة أخرى طلبت من زوجي ألا يحضر الكثيرون غيرهم إلا بعد أن أدخل العمليات لأن حضور الناس المجمع يشعرني بكثير من الرهبة التي ليست في صالحي.
كانت غرفة نوم إضافية في منزلنا هي المكان الذي استقبلني في بيتنا عند رجوعنا من العملية، مرور الأهل و الأصدقاء للمباركة يجعل المكان محط أنظار يملؤه الكثير من الطاقة الغريبة، لا شك سوف يكون من بينها (باحتمال ليس ضئيلاً) طاقة حسد، لذا فضلت أن أجهز غرفة نوم لا ننام فيها لا أنا و لا زوجي، وأيضًا لم أفضل أن تكون غرفة طفلي.
تجهيزات غرفة طفلي
كانت غرفة طفلي هي محط اهتمام تجهيزي قبل الولادة و بالفعل كانت جاهزة و راعيت فيها:
١- وجود تنسيق و فراغ كبير بين الأثاث الموضوع: في مكان ليس بعيدًا جدًا او قريبًا جدًا من مصدر تهوية الغرفة وضعت سرير طفلي أو كما يسمونه مهده . بجانبه أريكة مريحة
٢- في زاوية الغرفة وضعت دولابًا صغيرًا متواضعًا فيه حاجياته من الملابس و المنشفات و البودرة و زيوت الشعر و زيوت البشرة، و كولونيا، و أحذية في الفترة الحالية.
٣- راعيت ألوانًا هادئة مريحة تبعث على الطاقة، و في نفس الوقت لا تثير الأعصاب بشكل مزعج مثل اللون البرتقالي و الأصفر الهادئ الباهت بعض الشيء و البيج.
٤- منضدة أشبه بالمكتبة في متوسط حائط الغرفة المؤدي للباب عليها أدويتي و أدوية طفلى و كتب ملونة و قصص لكي يقرأها مستقبلاً! و كتب للكبار في تعليم التعامل الجسدي و التربوي للطفل في المراحل المختلفة.
غير ذلك قمت بوضع زينة من اللون الأزرق و بالونة مكتوب عليها welcome على باب غرفته.
اضف تعليق