بقلم: دريش نيبال
في السابعة من عمري كانت لدي صديقة كنت أقوم بزيارة منزلها باستمرار… لم نكن صديقتين مقربتين أو شيء من هذا القبيل، بل زياراتي المتكررة كانت بسبب أن عائلتها كانت تربي العديد من القطط، و كم كنت أهوى اللعب معها، كان ينتابني حزن شديد عندما يحين وقت ذهابي للبيت… أردت أن يكون لدي قطط في منزلي أيضًا لكنني كنت أعلم أن أمي و أبي لن يوافقا أبدًا، و أن أمي كانت تمقت القطط.
كانت صديقتي دائمًا تقول أنها ستحضر لي قط صغير كهدية لكنني ظننت أنها تمزح، إلى أن أحضرت لي فعلاً قط صغير عشية يوم في حقيبتها.
أتذكر أنني لم أصدق “قط لي؟ أحضرته لي؟” كررت هذه الأسئلة عدة مرات “نعم” كانت إجابتها مع ابتسامة… عندما قمت بحمله لأول كانت فرحتي لا توصف لم أرد أبدًا أن أتخلى عن هذا الكائن اللطيف، و بعد شكرها و عناقها أسرعت للبيت و في حقيبتي قطي.
تقبل عائلتي لقطي “قطو”
في فرحتي بقطي نسيت أن والداي ضد فكرة تربية الحيوانات، خصوصًا أمي… لكنني فجأة حصلت على الشجاعة لمواجهة والداي.
لم يكونا ضد الفكرة تمامًا خصوصًا مع إلحاحي، و طبعا عيوني الدامعة، و تقبلوا فكرة تربيتي للقط، لكن بشرط: أنا سأكون مسؤولة بشكل تام عن هذا القط، سأقوم بإطعامه و تغيير رمل فضلاته و تنظيف مكانه…. كنت موافقة على كل الشروط، و قررت تسميته “قطو” تدليع لقط.
هناك شيء مميز عند التسمية، فبمجرد إعطاء اسم لحيوانك الأليف، تتعلق به و ينشأ بينكما رابط عاطفي و من لديه تجربة في تربية الحيوانات سيفهم ما أعنيه.
في البداية كانت علاقة عائلتي مع “قطو” علاقة سطحية جدا لم يعيرونه أي اهتمام، لكن مع الوقت أصبح أبي يسألني هل أطعمته أم لا؟
أصبحت أمي تطعمه بعضا من اللحم والحليب….
و “قطو” قد ألف بهم أيضًا… فقد كان ينتظر عودة أبي من المنزل عند الباب و يؤنس أمي في المطبخ.
لقد أصبح “قطو” فردًا من العائلة.
و لم يكن” قطو” آخر قط قمت بتربيته، كان بعده “خوخة” و “المشاكسة” و “تايغر” و “آشلي” و “باشلي” أليس لدي ابداع في تسمية قططي؟!

إيجابيات تربية القطط
١- أكثر نقطة إيجابية في تربية القطط أن هذه الكائنات اللطيفة تضيف جو مرح في المنزل، إنها مصدر سرور و يمكن اللعب معها و حضنها في أي وقت…
٢- تربية القطط تقضي على الشعور بالفراغ و الوحدة و تساعد في تحسين الحالة النفسية.
٣- تربية القطط تعزز إفراز هرمون السعادة الذي بدوره يقوم بالوقاية من الاكتئاب و تخفيض ضغط الدم و بالتالي التقليل من خطر أمراض القلب.
٤- مثبت علميًا أن تعرض الأطفال لوبر القطط يساعد على مقاومة المواد المسببة للحساسية، و يمكن أن تقي من الربو.
٥- و من الإيجابيات أيضا تعلم المسؤولية و التطور النفسي السليم لدى الأطفال ، فالطفل الذي يربي حيوان أليف و يلبي احتياجاته يتعلم إدارة الوقت و المسؤولية منذ الصغر و يتعلم العطاء و الاعتناء بالآخرين فهو يعتني بكائن أضعف منه فيصبح يمكن الاعتماد على الطفل أكثر.

سلبيات تربية القطط
قد أكون متحيزة نوعا ما فيما يخص القطط و أقول أنه لا توجد سلبيات لتربية القطط إلى حدٍ كبير، لكن عند النظر بموضوعية في هذا الأمر هناك بعض السلبيات يجب أن تعلمها:
١- بعض الأشخاص لديهم حساسية القطط، لذا يجب قبل إحضار القط إلى المنزل التأكد من عدم وجود حساسية عند أفراد العائلة.
٢- القطط تعيش لمدة ١٥ سنة أو أكثر بقليل، هذا اذا لم تتعرض إلى أي مرض أو مشكلة صحية، فإذا كنت من الأشخاص الذين يتعلقون بشدة بالأشخاص أو بالحيوانات الأليفة سيكون فقدان قطك أليمًا جدًا…. أتذكر عندما فقدت أول قط لي انتابني حزن شديد و بكيت كثيرا كأنني فقدت شخصًا عزيزًا و ليس حيوان فقط. قد يبدو الأمر غريب بالنسبة للأشخاص الذين لم يقوموا أبدا بتربية حيوان أليف في حياتهم لكن التعلق بالحيوانات أمر حقيقي جدًا.
٣- من جهة أخرى هناك الكثير من المتخوفين من تربية القطط و الحيوانات الأليفة بشكل عام، بحجة الخوف من انتقال البكتيريا والطفيليات إلى أفراد العائلة، لكن السبب الحقيقي وراء انتقال الأمراض هو الإهمال بصحة و نظافة الحيوان الأليف…. لذا للوقاية من الأمراض نهائيا يجب التخلص من صندوق الرمل قبل مرور ٢٤ ساعة عليها، و يستحسن أن يوضع في مكان بعيد عن وسط المنزل مثل الشرفة أو الحمام، كما يجب تطعيم القطط و إجراء فحص دوري لدى الطبيب البيطري لتفادي أي أمراض محتملة.
٤- من بين السلبيات أيضًا أنه لا يمكن السفر مع القطط و التنقل كثيرًا لأنها لا تتأقلم مع تغيير بيئتها بسهولة، و يجب مراعاة طبيعتها.
نصائح مهمة
١- يمكن أن يعتبر البعض ما سأقول غريب لكن للقطط شخصيات مختلفة بينها، مثل اختلاف شخصيات الإنسان هناك القطط الهادئة المطيعة، هناك المشاغبة النشيطة، هناك قطط عاطفية تريد اهتمام كبير بها، طبعا تتغير شخصياتها مع عمرها لكن يجب فهم قطتك و التعامل معها حسب شخصيتها.
٢- من بين السلوكيات المزعجة هو قضاء القطط لحاجتها خارج المكان المخصص لها، إذا كانت قطة صغيرة فهي لم تتعود فقط و عليك التحلي بالصبر معها قم بتعويد القطط على المكان المخصص للفضلات منذ الصغر، و حاول تقريبها من الصندوق و وضعها فيه، لكن إذا كانت قطط بالغة و قد سبق تدريبها على الصندوق ربما يكون السبب رغبتها في صندوق رمل خاص بها لا يستعمله قط غيرها.
٣- بخصوص أكل القطط، يفضل التنويع في الطعام الخاص بالقطة بين الطعام المنزلي و الطعام المعلب الجاف، البيض المسلوق و اللحوم البيضاء من الأطعمة التي تفضلها القطط للغاية بالإضافة إلى الحليب.
٤- يجب التنويه أن هناك أطعمة لا يجب أبدا تقديمها للقط و هي الكافيين و الشوكولاتة حيث تعتبر مادة سامة للقطط و يمكن أن تسبب بوفاتها، بالإضافة إلى البصل و الثوم و العنب و الزبيب.
٥- كذلك يمنع قص شوارب القطة فهي تحتاجها لتوازنها و قصها يشعرها بالتوتر والضيق، لكن يمكن تقليم أظافرها و يستحسن القيام بهذا.
كلمة أخيرة
القطط من أفضل الحيوانات الأليفة للتربية داخل المنزل حيث أنها كائن مستقل بذاته لا تحتاج الكثير من الوقت معها، بالإضافة إلى أنها تنظف نفسها بنفسها، و لا تسبب الفوضى في المنزل….. شخصيًا لقد قضيت طفولة رائعة برفقة قططي و نصيحتي لك عندما تريد تربية قط أو أي حيوان أليف أن تتذكر أنها مسؤولية ولا تستطيع بعد تربيتك لقط أن ترميه في الشارع، فالقطط المنزلية الأليفة لن تتأقلم في الشارع و لن تصمد طويلاً.. يجب تقدير حجم المسؤولية و التفكير قبل أن تقرر تربية قط أو أي حيوان أليف.
اضف تعليق