في دراسة أمريكية جديدة قام فريق من جامعتي نيويورك و ستانفورد بتجربة فريدة من نوعها لعدد من مستخدمين فيسبوك تهدف لتقييم أثر وسائل التواصل الإجتماعي على المستخدمين لها.
بحسب تقرير فيسبوك (2018) كان هناك 2 مليار و 300 مليون حساب نشط.
و بتقديراتٍ أخرى يقضي أصحاب الحسابات النشطة في فيسبوك أو إنستاجرام ما لا يقل عن 50 دقيقة يومياً في استخدامها.
و لكن كيف تؤثر هذه الوسائل علينا؟
ماذا تقول الدراسات عن فوائد و أضرار استخدام وسائل التواصل الإجتماعي؟
هناك تباين كبير في آراء الباحثين حول الفوائد و الأضرار بشكل عام.
يعتقد بعض الباحثين أن لاستخدام وسائل التواصل فوائد كثيرة تفوق الأضرار، و بذلك ينصحون بالاستخدام المستمر للاستفادة منها.
و من هذه الفوائد سهولة التواصل مع الآخرين و الحصول على المعلومات عبر شبكة الإنترنت مقارنة بالمقابلات الشخصية. فوسائل التواصل تتيح المجال لزيادة المعرفة و التعبير. و يعتقد الكثير أن ذلك يجلب السعادة و الرضا لمستخدمن وسائل التواصل الإجتماعي.
في الجبهة الأخرى هناك العديد من الدراسات التي تؤكد على عدد من أضرار استخدام وسائل التواصل الإجتماعي.
و منها أضرار تمس الصحة النفسية و العقلية. فهناك على سبيل المثال دراسات تجد علاقة بين استخدام وسائل التواصل الإجتماعي و الإكتئاب.
كما يعتقد الكثير أيضاً أن وسائل الإتصال الإجتماعي مليئة بالمعلومات الخاطئة التي تضر متلقيها.
ماذا تقول هذه الدراسة الجديدة؟
الباحثون في هذه الدراسة يقدمون أدلة متواضعة على عدد من الأضرار.
ما التجربة التي قام بها فريق البحث؟
قام فريق البحث في تجربة فريدة بدعوة حوالي 2800 مستخدم لفيسبوك ممن عبروا عن استعدادهم لإيقاف حساباتهم بشكل مؤقت و لمدة شهرٍ كامل للمشاركة في دراسة بحثية.
ثم قام الفريق بتقسيم المشتكرين إلى مجموعتين. و طلبوا من أحدها إيقاف حساباتهم لمدة شهر.
بدأت التجربة قبل شهرٍ من حدث سياسي مهم في الولايات المتحدة الأمريكية، و هو الإنتخابات النصفية في عام 2018. و يصاحب هذا هذا الحدث تحديداً العديد من النقاشات الحادة و المُرهقة على وسائل التواصل.
قام الفريق أثناء هذا الشهر بجمع معلومات بشكل مستمر من المجموعتين، مع التأكد أن المجموعة التي قامت بإيقاف حساباتها لم تعد لإستخدامها. شملت البيانات التي تم جمعها من المشاركين أثناء التجربة معلومات عن قضاء الأوقات و الرفاهية.
ماذا حصل للمجموعة التي أوقفت حساباتها في فيسبوك؟
قضاء وقت الفراغ بعيداً عن الإنترنت:
وجد الفريق أن المجموعة التي لم تستخدم فيسبوك خلال هذه الشهر أصبح لديهم ما يقارب الساعة من الفراغ يومياً من وسائل التواصل كافةً و ليس فيسبوك فقط. حيث تبين أن الكثير منهم استغلوا الأوقات التي كانوا يستخدمون فيسبوك بها في مشاهدة التلفاز أو الخروج مع الأهل و الأصدقاء بدلاً من استخدام وسائل تواصل أخرى أو الإنترنت.
الإهتمام بالأخبار:
وجد الفريق كذلك أن المجموعة التي لم تستخدم فيسبوك قللت من متابعتها الأخبار من جميع الوسائل (مواقع الإنترنت و التلفاز و غيرها) مقارنةً بالمجموعة التي ظلت تستخدم فيسبوك. كما بدت أقل اهتماماً بالقضايا والأحداث السياسية في تلك الفترة.
و لكن هذا الإنخفاض كان في متابعة الأخبار الحديثة بشكل مستمر. حيث لم يستطع العديد من المجموعة التي أوقفت حساباتها الإجابة يشكل صحيح عن تفاصيل بعض الأخبار الجديدة. ولكن لم يصاحب ذلك انخفاض بإهتمامهم بالمشاركة أو التصويت في الإنتخابات.
الجدير بالذكر أن المشاركين يتفقون على أهمية فيسبوك كمصدر لمتابعة الأخبار، ربما لتعودهم على قراءة الأخبار في التطبيق.
الرفاه و السعادة:
وجد الفريق كذلك بوادر لأثر إيجابي نفسي على الأشخاص الذين أوقفوا حساباتهم.
فكان شعورهم أكثر إيجابية من المجموعة الأخرى عند سؤالهم أسئلة تقيس رضاهم بأنفسهم، مثل مدى السعادة و الرضا عن حياتهم و مدى شعورهم بالإكتئاب أو القلق. و لكن هذا التحسن كان صغيراً جداً.
ماذا حصل بعد شهر التجربة؟
عاد أغلب الأشخاص من المجموعة التي أوقفت حساباتها لإستخدام تطبيق فيسبوك. و لكن أصبح وقت إستخدامهم أقل من السابق.
كما بدت هذه المجموعة بعد التجربة أكثر اهتماماً بالبحث عن معلومات و إرشادات تساعدهم في التقليل من استخدام وسائل التواصل الإجتماعي.
في المحصلة يعتقد الفريق أن جملة هذه النتائج تؤكد فرضيتهم بوجود مضار لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، و التي يجب على الباحثين تقديم الأدلة العلمية لها.
و أن هذه المضار تقلل من قيمة وسائل التواصل بعض الشيء.
حيث كانت “قيمة” فيسبوك بالنسبة للمجموعة التي أوقفت حساباتها ثم عادت لاستخدامها اقل بنسبة صغيرة عن ما كانت عليه في السابق.
و لكن يظل هناك اهتمام بالعودة لتنشيط الحساب و استخدام فيسبوك كمصدر للأخبار.
المشاركين في هذه الدراسة هم من مستخدمين فيسبوك من الولايات المتحدة، و لذلك يصعب تعميم النتائج لمستخدمين الدول الأخرى.
ما رأيكم أنتم في نتائج الدراسة؟ كيف تؤثر وسائل التواصل الإجتماعي على حياتكم اليومية؟ و هل المنافع أكبر من الأضرار؟
اضف تعليق