Photo by Riccardo Annandale on Unsplash
إن للمنتجات الجديدة و الحلول التقنية التي يقدمها رواد الأعمال المبتكرون دور إقتصادي و إجتماعي بالغ الأهمية.
فابتكاراتهم تسهل حياة الإنسان. و تساهم في نهضة و نمو الدول.
و لكن ما هي أهم الدوافع و الحوافز التي تجعل هؤلاء الرواد يسعون وراء الاختراع و الإبتكار؟
هل جني الأموال و الأرباح هو الحافز الأهم للمبتكرين؟ أم أن للمسؤولية الإجتماعية أهمية أكبر من جمع الثروات؟
للإجابة على تلك الأسئلة، قام أساتذة من جامعة كولومبيا و جامعة كارنيغي ميلون في الولايات المتحدة الأمريكية بتجربة فريدة شملت أكثر من 14000 رائد و رائدة أعمال من أكثر من 70 دولة.
و ركزت هذه الدراسة على الفروقات بين رواد الأعمال من الجنسين، و الفروقات بين الدول بحسب تفاوت ثقافة الغيرية (أو الإيثار) فيها.
ما التجربة التي قام بها فريق البحث؟
قام الباحثون بالتعاون مع مركزٍ للإبتكار في مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالإضافة إلى موقع رواد الأعمال الشهير أنجيل ليست (AngelList) و شركة (Dun & Bradstreet) لدعوة أكثر من 14000 من رواد الأعمال المسجلين لديهم للتقدم لمنافسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تمكنهم من الحصول على تمويل لمشاريعهم.
و لكن بداعي التجربة كانت صياغة رسائل الدعوة التي أرسلت لهم عبر البريد الإلكتروني مختلفة عن بعضها.
قسّم الباحثون رواد الأعمال لثلاث مجموعات بشكل عشوائي:
المجموعة الأولى (الدافع المالي):
وصلت هذه المجموعة رسالة دعوة ذات صيغة ركزت على الأموال و الأرباح.
في عنوان الرسالة كُتب لهم: “جوائز بأكثر من 1,6 مليون دولار. سجل اليوم في تحدي الابتكار الشامل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا!”.
و في محتوى الرسالة كُتب: “…اربح الجائزة المالية و المزيد من الفرص للتمويل!….
المجموعة الثانية (الدافع الإجتماعي):
أُرسل لهذه المجموعة رسالة دعوة ذات صيغة ركزت على التأثير الإجتماعي.
في عنوان الرسالة كُتب لهم: “اصنع المزيد من الازدهار المشترك. سجل اليوم في تحدي الابتكار الشامل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا!”.
و في محوى الرسالة كُتب: “… اغتنم الفرصة الكبرى لتغير العالم باستخدام التقنية من أجل الخير! … .
المجموعة الثالثة (محايدة):
وصلت هذه المجموعة رسالة محايدة لا علاقة مباشرة لها بالمال أو التأثير الإجتماعي.
في العنوان كُتب لهم: “سجل اليوم في تحدي الابتكار الشامل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا!”.
و في الرسالة كُتب: “… قدم ابتكارك التقني و اربح في المنافسة! … .
ثم راقب فريق البحث معدلات الضغط على رابط التسجيل في البريد الإلكتروني و عوامل أخرى تقيس مدى الإهتمام، مثل الوقت الذي قضاه الأشخاص في التعرف على متطلبات المنافسة على الموقع و التقدم لها و ما إلى ذلك.
و بذلك استطاع الباحثون معرفة ردة فعل الأشخاص حسب الرسالة التي وصلت لهم.
ماذا وجد الباحثون؟
فروقات بين الرجال و النساء:
وجد الباحثون فروقات واضحة في الإهتمام بالتقدم للمنافسة بين رواد الأعمال الرجال و رائدات الأعمال النساء.
كان المبتكرون الرجال الذين وصلتهم رسالة الحافز المالي أكثر اهتماماً بالتعرف على المنافسة من المجموعات الأخرى التي لم تصلها الدعوة بطابعٍ مادي.
أما النساء التي وصلتهم الرسالة ذات الطابع الإجتماعي كانوا أكثر اهتماماً بالتسجيل من اللاتي وصلتهم الدعوة ذات الطابع المالي.
و استنتج الباحثون من ذلك أن أن المال يمثل دافع أكبر من التأثير الإجتماعي لدى الرجال و العكس لدى النساء.
فروقات حسب الغيرية والأنانية:
كما قام الباحثون بتصنيف المتقدمين حسب مستوى “الغيرية” و الإيثار في بلدانهم.
و يعرف مفهوم الغيرية (Altruism) في الدراسات الغربية بالإيثار و تقديم مصلحة الغير على النفس. كما يعني حب مساعدة الآخرين. و هو عكس الأنانية. و يقاس مستوى الغيرية للسكان عبر استفتاءات و أساليب إحصائية.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعيشون في بلاد ذات مستوى “غيرية” أعلى هم الأكثر اهتماماً بالأبعاد الإجتماعية في قرار التقدم للمنافسة. بينما كان للمال و الأرباح أهمية أكبر لدى الأشخاص الذين يعيشون في بلاد ذات مستوى “غيرية” منخفض.
ما رأيكم في نتائج هذه الدراسة؟
و ما هي الدوافع المحفزة للإبتكار في نظركم؟
اضف تعليق