بقلم منير محمد
كثيراً منا لديه طفل يفضل المأكولات النباتية ويبتعد عن المأكولات الحيوانية بشتى أشكالها، و التي تعد المصدر الأول للبروتين الذي يساعد في بناء الأنسجة والعضلات بالجسم… وهذا كان له السبب الرئيسي في شعورنا بالقلق تجاه طفلي حيث أنه في أهم مراحل نموه وتطوره الجسدي والعقلي.
سأروي لكم تجربتي الخاصة التي خضتها مع طفلي النباتي الذي لا يتجاوز عمره ٦ سنوات، حيث بذلت معه كافة الجهود لإقناعه بتذوق الطعام الحيواني للاستفادة من قيمته الغذائية.
ماذا نعني بالطفل النباتي؟
هو الطفل الذي يمتنع عن أكل اللحوم والأسماك والدواجن، وينقسم الطفل النباتي إلى أربعة أقسام:
١- أطفال يأكلون البيض ويبتعدون عن اللحوم والدواجن والاسماك والألبان.
٢- أطفال يأكلون الألبان ويبتعدون عن اللحوم والدواجن والأسماك والبيض.
٣- أطفال يأكلون البيض والألبان ويبتعدون عن اللحوم والأسماك والدواجن.
٤- أطفال لا يأكلون إلا الأكل النباتي فقط، وهم أكثر فئة معرضة لنقص الفيتامينات، وكان طفلي من ضمن هذه الفئة حيث امتنع عن اكل الأسماك واللحوم والبيض والالبان والدواجن.
ولهذا السبب ساورني قلق شديد خوفاً من حدوث مشكلة سوء تغذية لطفلي بسبب نظامه الغذائي النباتي…
الأسباب
حاولت البحث عن الأسباب التي جعلت طفلي نباتياً لكي أجد حلاً، و وجدت بعض الأسباب التي قد تكون أدت إلى الامتناع عن المأكولات الحيوانية ألا وهي:
١- طبيعة والدته التي كانت تميل إلى الأكل النباتي أكثر من الحيواني، فلذلك نشأ في بيئة نباتية بطبيعة أنها كانت تقضي معه معظم الوقت وهي التي كانت مسؤولة عن نظامه الغذائي.
٢- وجدت أنه يقلد بعض أقاربه وأصحابه ممن ينتمون إلى البيئة النباتية، حتى دون أن يحاول تذوق بعض المأكولات الحيوانية.
سألت نفسي: هل النظام الغذائي النباتي مضر بصحة طفلي؟
في الحقيقة كنت أعلم أن طفلي ينقصه عناصر غذائية هامة متوفرة في اللحوم والأسماك والدواجن، فخشيت أن يؤثر ذلك على صحته وبنيته الجسدية والعقلية رغم أنه بفضل الله كان يبدو عليه الذكاء العقلي في مرحلة مبكرة، فاتجهت إلى طبيب مختص بهذه الأمور.
قال لي الطبيب أن الأمر لا يشكل خطراً طالما أننا نوفر له كافة العناصر الغذائية الهامة في وجباته اليومية والتي تتوفر في الأسماك والدواجن واللحوم بشكل كبير، وأضاف أيضاً أنه يجب أن أوفر له مصادر نباتية أخرى تحتوي على هذه العناصر الغذائية الحيوانية.
وفي حال لم أوفر له العناصر الغذائية الهامة فقد يتعرض طفلي للعديد من المشاكل ومن أهمها:
١- تغيير في حاسة التذوق حيث يتوفر عنصر الزنك في الأكل الحيواني أكثر من النباتي الذي بدوره المسئول عن حاسة التذوق.
٢- نقص الفيتامينات، حيث أن العديد من النباتيين يعانون من نقص الحديد والكثير من المعادن.
٣- عسر الهضم بسبب البكتيريا المعوية، حيث يعتقد الباحثون أن الإكثار من تناول الخضار مسؤول عن انتشار البكتيريا المعوية.
بعض المحاولات الغير ناجحة
حاولت مع طفلي بعض الحيل لإضافة اللحوم ضمن وجباته دون علمه…
قمت ببعض الحيل لإضافة العنصر الحيواني في وجباته اليومية لكي يكتسب العناصر الغذائية الموجودة فيها مثل:
١- فرم السمك أو اللحم جيداً وتغيير معلمه لكي لا يعرف بأنه لحم.
٢- قمت بخلطه مع طعام آخر يحبه طفلي، حيث أنه كان يحب الأرز والخضروات مثل البطاطس والجزر وغيرها من الخضار فكنت أضيف لهم اللحم او السمك دون علمه.
٣- قمت بإضافة صلصة الطماطم مع اللحم المفتتة جيدا فإن أغلب الصغار يحبون الأطعمة التي تحتوي على صلصة.
في البداية كانت هذه الحيل تجدي نفعاً وكان يأكل دون معرفته بوجود اللحم في الطعام، ولكن بعد ذلك اكتشف وجود اللحم فأصبح قبل أن يتناول أي وجبة يقلب ما في صحنه ليتأكد عدم وجود لحم أو سمك ضمن وجبته.
نظام غذائي متوازن
وهنا لم يتبقى أمامي سوى اتباع نظام غذائي متوازن لطفلي النباتي لتعويضه عن العناصر الغذائية الحيوانية بعد استشارة الطبيب الذي قدم لي بعض النصائح.
في الواقع يجب أن نعرف أن كل العناصر الغذائية سواء حيوانية أو نباتية لازمة لصحة الطفل…. ونعلم أنه يتعرض لنقص أهم العناصر الغذائية اذا اعتمد على نظام دون الآخر، ولهذا السبب طلب مني الدكتور التركيز جيداً على المكملات الغذائية للعناصر التي يفقدها طفلي في طعامه كي لا يعاني من أي أمراض ناتجة عن نظامه الغذائي النباتي.
و كانت بعض النصائح:
١- امداد الطفل بالكثير من السعرات الحرارية التي يفتقدها بكثرة في الأكل النباتي. فطلب مني الطبيب امداده بالطاقة الكافية من خلال اطعامه الافوكادو، و المكسرات و زبدة الفول السوداني لتعويض السعرات الحرارية اللازمة للطفل.
٢- وأيضاً طلب مني اطعامه البقوليات والحبوب الغذائية والخضراوات والمكسرات لتعويض البروتين المتواجد بصورة كبيرة في اللحوم.
٣- كذلك نصحني بالانتباه من اسراف طفلي في تناول الخضار والفاكهة التي تتواجد فيها الالياف بكثرة، حيث يؤدي ذلك إلى شعوره بالشبع سريعاً دون تناوله قدر كافي من الفيتامينات والسعرات الحرارية المهمة لصحته.
كما نصحني الطبيب بتوفير المعادن الهامة الازمة لطفلي النباتي مثل:
٤- توفير الحديد الذي يؤدي نقصانه لمشاكل صحية مثل الانيميا من خلال تناوله العسل الأسود، أو العدس والبازلاء.
٥- توفير الزنك الذي يساعد على تقوية المناعة وتجديد خلايا الجسم من خلال تناوله العدس والفاصولياء والمكسرات.
٦- توفير الكالسيوم الذي يساعد في بناء العظام والأسنان لطفلي من خلال تناوله زبدة السمسم، والعسل الأسود وعصائر البرتقال والبازلاء.
أخيراً
جميعنا نسعى إلى أن يكون أولادنا بصحة جيدة، فلذلك اتبعت تنظيم وجبات طفلي اليومية لكي أعوض له النقص في العناصر الغذائية الحيوانية كما طلب مني الطبيب….
ولكن مع ذلك لا زلت أحاول أن أُقنعه بأن الأكل الحيواني مفيد جداً، وأنه اذا امتنع عن طعام معين فإنه يفقد عنصر غذائي مهم يؤثر على صحته، عسى أن يقتنع يوماً ما ويتناول المأكولات الحيوانية.
أتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة لمن يمرون في تجربة مشابهة، و اذا كان لديكم معلومات مفيدة أرجو مشاركتها معي في التعليقات….
في الحقيقة استفدت كثيرا من هذا المقال لانه فعلا يحاكي نفس المشكلة التي اعاني منها مع ابني الصغير
مقال حلوووو ومفيد جدا واصبح عندي خلفية عن الموضوع يعطيكم العافية اذا فيه مقالات جديدة نحن بالانتظار .
معلومات جداً رائعة ومفيدة حقاً انا اخصائية تغذية وأقوم بنصح الاباء بتلك الامور لكي يقوموا بها مع ابناءئهم مقال مفييد أتمنى ان يكون هناك مقالات آخرى للكاتب سوف يتم المتابعة الموقع لرؤية ما هو جديد ..موفقيين ?