بقلم رانده صابر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أعزائي القراء، أحب أن أعرفكم بنفسي أولاً، أنا أسمي رانده صابر مصرية وأدرس الإعلام بجامعة القاهرة.
في هذا المقال سأكتب لكم قصتي مع مشروعي، مشروع تأجير الفساتين من المنزل، من منزلي الريفي البسيط، حيث أعيش مع أبي وأمي وأخواتي….
الحمدلله كانت حالتنا المادية مريحة إلي حد ما…. ووالدي كانوا قادرين علي أن يدفعوا لي مصاريف تعليمي، ولكن كنت أرغب في مساعدتهم وأتكفل أنا بمصاريفي، علي الرغم من أن والدي كان رافض تماماً أن أعمل وقال لي مادام هو قادر على مصاريف جامعتي سيكون أفضل لو صرفت النظر عن فكرة العمل والخروج خارج المنزل خوفاً علي…. لأن عادات وتقاليد الريف تحترم فكرة أن البنات مصيرها الزواج وليس العمل،،،،
وأنا بصراحة أحترم عادات وتقاليد بلدي ولكن أريد أن أثبت نفسي أيضاً وأن أكون منتجة في الحياة وليس مستهلكة فقط تعيش علي مصروف أبيها وأمها…
وكانوا خائفين أيضاً أن أشغل نفسي بالعمل وأهمل دراستي، ولكن رغبتي الملحة في مساعدتهم وإثبات نفسي أمامهم كانت قوية جداً، فقلت لنفسي حسنا لن أستسلم، سأبحث عن طريقة لجلب المال ولكن من منزلي، ولن تأخذ مني وقت طويل للعمل حتي لا أهمل مذاكرتي وأحصل على تقديرات كل عام مثل العادة.
ففكرت كثيراً وكثيراً، ولكن الأمر أتخذ معي وقت طويل للتفكير وجاء في بالي أكثر من فكرة ومنهم:
١- أن أتعلم الخياطة وأشتري مكنة للخياطة وأعمل عليها، وهذه الفكرة أيضاً ناجحة وخاصة في الريف.
٢- وجاء في بالي أيضاً فكرة أن أشتري بضاعة قماش وطرح وخمار للمحجبات ولكن وجدت هذه الفكرة متكررة في منطقتنا ومألوفة.
٣- وأخيراً فكرت في موضوع تأجير الفساتين للبنات في المناسبات، وفكرت فيها كثيراً وعرفت أنها فكرة جديدة نوعاً ما أن فتاة مثلي تنفذها في منزلها، واتخذت خطوة للأمام في هذا المشروع.
مشروع تأجير الفساتين
بعد أن قررت أن أجرب العمل في مشروع تأجير الفساتين، بدأت بجمع مبلغ قدره ٣٠٠٠ جنيهًا مصرياً واشتريت ٩ متر من القماش السوارية للفساتين وذهبت للخياط ومعي ٣ صور لاستايلات مختلفة ولكنها بسيطة جداً تناسب عاداتنا وتقاليدنا….
وبالفعل نفذ الخياط المطلوب مثلما أردت بالضبط وأصبح معي ٣ فساتين جاهزين للتأجير، ولكن انتظروا!
لم أنتهي بعد، فالفساتين تحتاج إلى اكسسوارات وطرح، و لا يوجد مشكلة… اشتريت كل ذلك.
الآن أصبح هناك خطوة أخيرة حتى أبدأ العمل، وهي أن أعمل دعاية لمشروعي بين البنات في منطقتنا…
وبالفعل عن طريق جروبات الواتساب العائلية والخاصة بالأصدقاء روجت لمشروعي وعرفت كل عائلتي وأصدقائي أنه عند وجود أي مناسبة خاصة، خصوصاً لو كانت مناسبة مفاجأة، ولا يوجد وقت لتفصيل فستان أو شراء فستان جديد، سيكون الحل عندي…..
طبعاً الجميع يتساءل هل وافق أبي وأمي عندما عرضت عليهم الفكرة، بالطبع رفضوا في البداية لأن كما أخبرتكم لا يريدون أن أهمل دراستي، ولكن مع الوقت أقنعتهم أن هذا العمل لن يأخذ مني وقت وشرحت لهم طبيعة العمل، وهي أنني سأعلق الفساتين في شماعات في غرفتي فقط وأنتظر أي طلبات عبر الجروبات…
حتى لن أخرج من منزلي بل البنات هن سيأتين إلي ويأخذون الفستان مقابل المبلغ والبطاقة الشخصية حتى لا يكون هناك أي نصب، و لكي يتم الحفاظ علي الفستان.
مميزات مشروع تأجير الفساتين
١- أنها بالمنزل ولا تحتاج مني الخروج.
٢- لا تشغلني عن دراستي.
٣- مع مرور الوقت زاد عدد الفساتين وزاد الدخل.
٤- ليس بالضرورة أن تبدئين المشروع بنفس المبلغ الذي كان معي (٣٠٠٠ جنيها مصرياً) ولكن ممكن أقل أو أكثر علي حسب المتوفر معك.
٥- هذا المشروع يمكن أن يطبق على البنات عن طريق تفصيل الفساتين، ويمكن أيضاً أن يطبق على الشباب عن طريق أن شاب يقوم بتفصيل بدل للمناسبات، ويمكن الاثنين معا.
من المشكلات التي واجهتني في المشروع
هي في الحقيقة مشكلة واحدة، و هي مقاس الفستان، حيث أن الأجسام مختلفة و كنت في البداية أحتاج إلى تضييق أو توسيع علي حسب حجم الجسم، ولكن تجنبت هذه المشكلة فيما بعد وجعلت الخياط يصمم الفساتين برباط من الظهر بحيث يتم غلق الفستان علي حسب حجم الجسم.
التطورات التي حدثت معي
بفضل الله تعالى لم يقتصر مشروعي على الثلاث فساتين فقط وإنما مع مرور الوقت قدرت أن أزود العدد وأصبحوا سبعة فساتين بمقاسات مختلفة واكسسوارات مختلفة، ولكن يوجد أيضاً اكسسوارات مشتركة بين الفساتين وهذا علي حسب الأذواق.
ممكن لأي شخص آخر أن يفتح محل ويعرض فيه الفساتين أو البدل ويروج لهذا المحل عن طريق صفحات الفيسبوك وجروبات الواتساب.
وأخيراً
أحب أن أقول لوالداي شكراً لخوفهم علي، وهذا الخوف هو من جعلني أفكر في حلول لنفسي من داخل منزلي، ولولا ذلك لكنت بحثت عن عمل خارج المنزل ووقتها الله أعلم ماذا كان سيحدث… وكنت سأهمل دراستي.
أتمنى من الله تعالى أن أكون قد أفدت عدد كبير من القراء وأن تكون فكرة مشروعي ملهمة لهم، وأتمنى أيضاً أن تنجحوا فيها وأن تكونوا أشخاص منتجين وليس مستهلكين فقط…
والكلام موجه بالأخص للبنات، حتى يثبتوا أنفسهم وسط مجتمعهم.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
اضف تعليق