من أنا؟
أنا شابة فلسطينية، في السابعة والعشرين، خريجة حاصلة على درجة البكالوريوس بتخصص الصحافة والإعلام، وحصلت مؤخراً على درجة الدبلوم المهني للغة الإنجليزية المتخصصة، وأمتلك المئات من الساعات التدريبية، أسعى لتطوير ذاتي نحو الأفضل، وأرنو لأن يكون بين يدي عمل مستقل يعيلني وأحقق من خلاله طموحاتي وآمالي المرجوة.
لا أخفيكم سراً أنني حصلت على المرتبة الثانية على دُفعتي بتخصصي الصحافة والإعلام، ولم أكن أدخر جهداً لكي أكون في المقام المهني الذي يليق بي، كما كنت أحلم، وتقدمت لوظائف كثيرة لكن الحظ لم يحالفني لأسبابٍ عديدٍ ولقدر فيه الخير أراده الله سبحانه، لكني لم أجلس مكتوفة الأيدي أتحسر على مستقبلي، بل كابحت جماح العمل، وخضته وإن كان تطوعاً، لمؤسسة صحفية متواضعة بمقابل مكافئة مادية زهيدة.
بدايتي مع العمل الحر
الخمسُ سنواتٍ الأخيرة والتي تلي التخرج، كانت ميدان لكل جديد، اكتسبت العديد والعديد من الدورات التي تطوّر من مهاراتي، وأوليت عنايةً كبيرةً في مجال جديد وهو تصميم الفيديو باحترافية، جمعت قواي العقلية لأبدع في هذا الفن، أحببته حباً جماً، وأنتجت الكثير من الفيديوهات الاحترافية.
وبشكل روتيني يومي، أتصفح شبكة الإنترنت لأبحث عن وظيفة أو عقد عملٍ أو ما شابه، وقبل شهرين تماماً، شاهدت إعلاناً عن ورشة عمل تتحدث عن “طرق ناجحة للعمل الحر”، سجلت فيها فوراً دون أي تردد، عبر رابط مرفق في الإعلان، ثم حضرت الورشة، استمعت ساعةً واحدةً فقط منها، وما لبثت أن غادرت الورشة وتوجهت للبيت لأبدأ بتطبيق ما سمعته. “ساعة من ورشة العمل الحر” كانت كفيلة لأن تحقق لي الدولارات ولأول مرة.
بدأت بالعمل ولكن دون أن أفهم الكثير عن مواقع العمل عن بعد، وقدراً بعد أسبوع من الورشة، صادفني إعلان عن دورة في العمل عن بعد، كنت وددت لو أستطيع الطيران إليها، بالطبع سجلت فيها وكانت الدليل الشافي والكافي لأن تشرح لي كل أمر غامض وتجيب عن كل سؤال خطر بذهني، وبدأت فعلياً بالعمل على موقع خمسات ومستقل في مجال كتابة المقالات وتصميم الفيديو وأمور ثانوية أخرى، حققت بحمد الله في الشهر الأول ما يقارب ٢٠٠ دولار، كما كنت مخططة تماماً، وحالياً في الشهر الثاني، وبحمد الله يزداد ربحي يوماً بعد يوم.
الصعوبات التي مررت بها، و نصيحتي لك
لكل ناجح إخفاقات تكون كجرعات قوية دافعة نحو النجاح، أما عن إخفاقاتي، فقد بدأت بالعمل بالمواقع الربحية وأنا في قمة الإحباط، ليس لأني لم أثق بتلك المواقع، بل لأنني لم أصدق أن بتلك البساطة والسهولة ومن خلال جلوسي بالبيت أستطيع تحقيق الأرباح، كنت تمنيت حينها أن لو عرفتها منذ تخرجي، وإخفاقٌ أعترف به، وهو أنني متسرعة جداً للوصول، متسرعة لأن أرى في رصيدي الربح الكبير من أول يوم.
وإن كنت سأقدم نصيحة لكل من يحلم بتحقيق أرباح من خلال العمل عن بعد فأقول:
أولاً: العمل الحر يحتاج أن تفهم الكثير عنه قبل أن تشرع بالبدء بتنفيذه.
اقرأ عن تلك المواقع التي تحب أن تعمل بها قراءة كافية وافية، قراءة تجعلك تعمل وكأنك لديك خبرة سنوات في العمل الحر، واسأل أصحاب الشأن بكل ما يدور بخاطرك، لا تجرب حظك وتخطئ لأنك قد تقع في خطأٍ فادحٍ، فقد يُحذف حسابك من الموقع بشكل نهائي مثلاً، لذا استفسر عن كل مشكلة تواجهك قبل أن تخترع حلاً بنفسك، فكل موقع له سياساته وشروطه.
ثانياً: إن العمل الحر يحتاج أن يكون لديك مهارات وخبرات في العمل.
فإن كنت تفتقد للخبرات فقم بها من الآن وخزنها في ملفٍ خاص بجهازك، فالخبرة كيلٌ ثقيلٌ تؤدي لترجيح كفة المشروع لصالحك، فمثلاً لو كنت كاتب، اكتب مقالات وتقارير وأبحاث وضعها في ملفك الشخصي لكي تعود إليه وتثبت أنك أنت الشخص الذي يبحث عنه الآخرون، وكن صادقاً، لكي تكسب الزبائن لصالحك وتبني جسراً من العملاء المحبين لعملك ولبصمتك، ولا تأخذ المواد من الإنترنت وتقول أنها من عملك، فإن اكتشف العميل ذلك، فسيقيمك بالسلب وهذا ليس لصالحك بالمطلق.
ثالثاً: اعمل ما تحب، و ابقى على اتصالٍ دائم.
العمل الحر ليس بالهين وفي الوقت نفسه ليس بالصعب، فمن ناحية أنه ليس بالهين، لأنه يحتاج منك التواصل المستمر في أن تكون متاحاً في كل الأوقات، لكي يراك الآخرون أنك نشيط وسريع الرد، وهذا يتطلب أن تخصص على الأقل مرتين خلال الساعة الواحدة لفتح الموقع وتحديث الصفحة لكي تكون على اطلاع بكل جديد، فقد تأتي الفرصة وأنت في بعيد عن الموقع وتذهب من بين يديك دون رجعة، وكذا ليس بالصعب لأنه يتطلب أن تقوم بأعمال تحبها فتؤديها بأكمل وجه وتنفذها بكل أريحية فهذه هي موهبتك وهذا هو ميولك للرسم مثلاً أو التصوير أو التصميم، وبذلك تكسب عملاء يحبون عملك ولا يفكرون بالرجوع إلا لك أنت وحدك.
رابعاً و أخيراً: الصبر!
طريق النجاح في العمل الحر يحتاج الصبر، ويحتاج الجهد الضئيل، فكلما زاد جهدك ازدادت أرباحك، وكن على ثقة بنفسك وبقدراتك فليس أحد في هذا الكون ليس لديه مهارة، وآمن بالعمل الحر فقد نجح الآلاف من البشر بتحقيق الأرباح، ولا تستمع للمحبطين أعداء النجاح بعدم تصديق تلك المواقع وعدم جدوتها وجديتها، انطلق مسرعاً دون تردد وثق في النهاية بأن الرزق من عند الله.
اقرأ: كيف تبدأ العمل الحر لتصبح فريلانسر محترف
Photo by Omid Armin on Unsplash
اضف تعليق