بقلم لمبة فرحانة
أن تنظري لزوجك كصديق و ليس سلطة حاكمة ، أن تشعري نحوه و كأنه طفلك الكبير ، تأمنين على حياتك بكل تفاصيلها بجواره ، تشيخان معا لشرب كوب من القهوة مع الشوكولا في ليلة شتوية هادئة أمام المدفأة ..كلها علامات طريق الزواج الذي حقا أنتي في حاجة إلي السير فيه ، لكن…هل هذا الزواج الموصوف نعمة تقسم قدرا مكتوبا على السعداء فقط ، و ليس للأشقياء حق في الطمح إليه ، لا عزيزي أو عزيزتي ، أقدارانا مصنوعة بأيدينا ، كل اختيار في كل تفصيلة مهما كان صغيرا و عابرا قد يودي بحياة ، أعني حرفيا ما أقول في كل تفاصيل تجربتي الآتية.
صلاة بغير إيمان
هل تخيلت في يوم ما كيف يكون دين من يصلي بين الناس ، وهو أصلا لا يؤمن بوجود الإله الحق ؟ قس على ذلك ( و لله المثل الأعلى ) … هل يمكن أن يكون الاستقرار دون وجود حب او ميل أو شغف للشخص الآخر ، بالطبع لا .
كنت أكن اعجابا شديدا لشخص زوجي قبل أن يكون زوجي ، لم يتعين على فعل أي شيئ سوى الدعاء الخالص لوجه الله أن يبادلني الشعور . مرت على في أوقات الحياة صفقات رابحة للزواج ، صفقة تريحك من كلل العمل و تعدك بالحياة السعيدة مع حرفي ماهر لم ير أن كونه غير متعلم سببا في رفضي للزواج به ، صفقة أخرى عرضت على العيش في قصر مع شخص يكبرني عشرين عاما . أخرى عرضت على شاب وسيم و متعلم و مكافح مرشح من قبل الأقارب و المعارف ، يبدأ الحياة كما ابدأها ، أخرى بعيدة عن كل تلك الصفقات ، صفقة رجل أحببته و اتفق طريقنا كما اتفقت ارواحنا فقبلت بها ، و تركت الماديات لعرض الحائط ، الغريب أني الماديات بعد ذلك كانت تطاردنا ، لأنا آمنا بالخير الذي بيننا ، آمنا بالحب و صلينا بالزواج .
السقوط من على السلم
بعد السنة الأولى من الزواج تحطمت كثير من أحلام الرومانتيكية المثالية ، أحيانا تتدخل الحياة لتفرض علينا بعضا من الدراما ، كنت أتوقع من زوجي أن يظل كل الوقت تقريبا بجانبي أنا فقط ، لا يتحدث إلى أحد غيري، لا يهتم بشيء سواي ، لكن للحياة أحكام ، و للأسف لست أنا الشخص الوحيد الذي يعيش حوله .
ربما هذا مثال بسيط على درس كبير تعلمته بعد ذاك و هو : لا أتوقع من زوجي رومانسية فائقة لأنه ليس إلا بشر مجبر على بعض عدم الاهتمام أحيانا .لا أفعل ذلك حتى لا أقع من سلم التوقعات.
نتشابه كثيرا لكن لسنا طبق الأصل لنسخة
ربما هو درس مبكر لاحظته عندما وجدت اختلافا قد يكون مزعجا بعض الشيئ في الطبائع ، مثلا زوجي لا يحب لحم الدجاج و يعشق اللحوم الحمراء و أنا لا أفضل اللحوم الحمراء و أجد لحم الدجاج ألذ كثيرا . غير ذلك من التفاصيل الدقيقة التي تعلن عن اختلاف ، لكنه اختلاف طبائع فقط ، فانا أحب التدقيق في تفاصيل معينة أما هو يمل من التفاصيل ، وهذا يجعلنا نصل لوجه نظر احيانا أو نتشاجر أحيانا ، لكنني تعلمت أن الششجار في هذة النقطة هو شجار مزاح غالبا ما ينتهي بالضحك بعد ان كان أولا يسبب لنا المشاكل في بداية زواجنا يجب أن أشكر التفاهم على ذلك.
أنا … أنا و أنت … نحن
منذ أن نشأت و أنا وحيدة قضيت ما يقارب العقدين دون زوجي هذا ، و كذلك هو قضي ما يقرب العقدين و النصف من دوني ، بالطبع يفضل أن تكون له مساحته الشخصية التي يستطيع التحرك بداخلها دون الرجوع إلى ، مثال على ذلك يستطيع أن يأخذ قرار بشأن صديق له او امور في عائلته من أبيه و اخوته ، أو تصرف تجاه مشكلة معينة في العمل دون أن يخبرني ، بالمناسبة و نحن نعمل معا فهو في أحيان كثيرة بما يخص العمل لا يخبرني بعضا من أموره المزعجة التي يحلها بنفسه. ربما كان في بداية الأمر يسبب لي ازعاجا كبيرا عندما يفعل ذلك ، احس و كانه يبعدني عن كيانه ، لكنه بذلك يقول أنا يقصد الشخص القديم الذي هو كيان قائم بذاته قبل ان نتزوج و نصير نحن ، هذا الشخص سيظل معنا و يظهر في أحيان ليست كثيرة و ليست مزعجة بعد . الأمر يمكن قياسه من وجهة نظري..
عندما تتقاطع طرقنا كثيرا في أمورنا الشخصية بالطبع يجب القول بنحن بدلا من أنا ، نحن فضلنا السير بتلك الخطة الشهرية لأن لدينا التزامات كذا ، قررنا تأجيل فكرة الإنجاب لحين معين . قررنا أن نقضي عطلة مميزة في مكان ما . قررنا التعامل مع هذا المرض بهذا الشكل و هكذا . .. يجب أن تكون نحن هي المسيطرة و لا يضر أن تظهر أنا أحيانا .
طاولة المفاوضة
بعد مرور عامين و تسعة اشهر ، قررنا الجلوس إلى طاولة المفاوضة لعمل كشف حساب لكل منا مفصل ، يتهمني بأمور تزعجه و أنا كذلك ، ثم يطلق كل منا الحكم على الآخر . نتحاسب حتى لا تكبر الفجوة بينا ، في هذا الوقت بالتحديد نفكر بنحن ، قررنا ألا ضغائن بعد ذلك لا أمور في الخفاء ، لا غيرة غير عقلانية ، و لا لأي شيئ يمكن أن يفرق بيننا ، ليست فانتازيا الرومانتيكية ، نسير فس جعل الرومانتيكية أمر واقع ، وهكذا نهاية تجربتي تصل بدايتها ، الميل و الحب هو ما يجعلنا ننهض من كل عثرة بدرس و درع يحمينا من خطر الفراق.
اضف تعليق