بقلم سناء مفتاح – الجزائر
أنا حاليا طالبة دراسات عليا في جامعة العلوم و التكنولوجيا في الجزائر ، أحاول الحصول على درجة الدكتوراه في التكنولوجيا الحيوية و أعمل أيضا بدوام جزئي كتقني في مخبر للتحاليل و مراقبة الجودة. و في هذا المقال سأحاول أن أنقل خلاصة الدروس التي تعلمتها خلال مشواري الخاص ، ليس كموظفة فحسب بل كشخص يرغب في أن يجد مكانه و دوره في هذه الحياة.
على عكس أقراني ، تربيت منذ صغري في كفن الكتب العلمية بدل القصص الخيالية ، كنت أتوق للبرامج الوثائقية أكثر من أفلام الكرتون ، و قد نتج ذلك عن كون والدي بروفيسور في علوم الطبيعة و الحياة و قد أغدق علي بمعارفة و مكتسباته التي ألهمتني لأن أتبنى مهنة الطب النبيلة كحلم و مبتغى . لكني أدركت لاحقا أنه رغم ميولي العلمية إلا أن عوامل أخرى قد شكلت عائقا أمام هذا المسعى.
رغم إحباطي و خيبتي إلا أن شغفي بمجال العلوم الحية بقي متأججا بداخلي ، لذا فور أن حصلت على شهادة التعليم الثانوي إخترت تخصص البيولوجيا كأول خطوة ، و بعد خمس سنوات حافلة في الجامعة تحصلت على شهادة الماجستير في مجال البيوتكنولوجيا النباتية و هو تخصص يختلف مئة و ثمانين درجة عن رغبتي الأولية و لكن إهتمامي و إجتهادي فيه لا يقل قدراً. هذا التغيير في المسار قد شكل أحد أبرز الدروس في حياتي ، و هو أن الإنسان غير مدرك لتقلبات الحياة و مسارات القدر ، قد يغلق الله بابا ليفتح آخر يحمل في طياته خيرا و نعما لا تخطر على بالك ، لذا عليك أن تكون شخصا منفتحا و متفائلا ، تتماشى مع هذه التغيرات و تتحرى الجانب المشرق فيها دون ترك مجال للإكتئاب و الجزع ، فمن توكل على الله صلحت أموره.
أؤمن أيضا بأن جزء كبيرا من هوية الإنسان و إمكانياته تتجلى عندما لا يحصر نفسه في مجال واحد ،لذا إهتممت أيضا بتطوير مهارات أخرى كاللغة الفرنسية و الإنجليزية ، الإعلام الآلي ، و تحليل البيانات . رغم أن تنمية هذه المهارات قد شكل تحديا و تطلب مني جهدا كبيرا و تضحية بالوقت إلا أنها شكلت قارب نجاة لي بعد تخرجي ، فبعد فشلي في الحصول على منصب عمل مستقر إستثمرت هذه المهارات للعمل الحر كمترجمة لغات عبر مجموعة من المواقع ، و قد كانت هذه المهارات هي ما منح سيرتي الذاتية تميزا ليتم قبولي أخيرا كتقني في مخبر للتحاليل و مراقبة الجودة.
و في هذا الجزء سأشارككم جل معرفتي عن مقابلات العمل في هذا المسار الوظيفي .
نصائح في مهنة تقني المختبر
عندما يبحث أصحاب العمل عن توظيف تقني مختبر ، فعادة ما يحتاجون إلى شخص لديه خلفية في العلوم والبحوث. خلال مقابلة العمل لهذه الوظيفة ، قد تطرح عليك أسئلة حول اهتمامك بهذه الوظيفة ومهاراتك ذات الصلة ، للتأكد من أنك مؤهل لتكون فني مختبر. من خلال التحضير لإجابات أسئلة المقابلة ، يمكنك أن تظهر لأصحاب العمل أنك الشخص المناسب للوظيفة.
أول دفعة من الأسئلة تكون عبارة عن أسئلة عامة تساعد صاحب العمل على معرفة شخصيتك و مدى إهتمامك بالمنصب ، مثلا :
اخبرنى قليلا عن نفسك
ما هي اهتماماتك خارج العمل؟
ما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟
لماذا تريد العمل في مختبرنا؟
ثاني دفعة من الأسئلة تتمحور حول خبراتك و خلفيتك لمعرفة مدى أهليتك للعمل كتقني مختبر.، مثلا :
ما هي معدات المختبر التي لديك خبرة في استخدامها؟
ما هي الخطوات التي تتخذها لتجنب التلوث؟
ما هي طرق التعقيم التي تعرفها؟
ما هو أسلوبك في التعامل مع مجموعات كبيرة من البيانات؟
ما التقنيات التي تستخدمها لوضع عينة بشكل صحيح في المجهر؟
أخيرا ، سيتم الإنتقال إلى الأسئلة المتعمقة ، و التي تسلط الضوء على مهاراتك الفردية و القيمة التي يمكنك تقديمها لفريق العمل ، مثلا ؟
كيف تتعامل مع مشكلة اكتشفتها؟
ماذا ستفعل في حالة انسكاب مادة كيميائية؟
ماذا ستفعل إذا كان أحد الزملاء لا يتبع بروتوكولات السلامة المناسبة؟
ما المهارات أو الخصائص التي تجعلك مؤهلا لدور فني مختبر ؟
يحتاج تقنيو المختبر إلى الانتباه إلى التفاصيل والتحليل والتنظيم لذا سيحاول صاحب العمل معرفة ما إذا كان لديك المهارات المناسبة لهذا الدور. . قبل مقابلتك ، اقرأ الوصف الوظيفي لمعرفة ما إذا كانت هناك أي مهارات محددة يتطلبها صاحب العمل لهذا الدور . في إجابتك ، اشرح أي من هذه المهارات لديك و إشرح بالتفصيل أيًا من مهاراتك الإضافية ذات الصلة.
مثلا : “أثناء العمل في المختبر ، أعرف مدى أهمية التنظيم للبقاء على المسار الصحيح واتباع إجراءات السلامة. لقد كنت منظمًا دائمًا ومهتمًا بالتفاصيل. طوال عملي ، أتحقق من عملي باستمرار و املأ البيانات لضمان الدقة . لدي أيضًا مهارات ممتازة في إدارة الوقت. يعد الالتزام بالمواعيد النهائية جزءًا مهمًا من هذا المجال ، ولدي مجموعة المهارات التي تمكنني من تحديد أولويات عملي وإنجاز المهام في الوقت المحدد. أنا أيضًا على استعداد للعمل لوقت إضافي لإنجاز المهام الأكثر إلحاحًا”
بصفتك تقني مختبر ، يجب أن تكون ماهرًا للغاية في التعامل مع العديد من أنواع الأدوات . إحدى الأدوات الشائعة التي من المحتمل أن تستخدمها هي الماصة. قد يطرح صاحب العمل سؤالا يخص أدوات المخبر للتأكد من أنك تعرف أفضل الممارسات لاستخدام الماصة وكيفية تجنب الأخطاء في المختبر. راجع أي مواد ذات صلة بأفضل الممارسات فيما يتعلق بالماصات ومعدات المختبر الأخرى. في إجابتك ، شارك ما لا يقل عن أربعة أو خمسة أخطاء شائعة وكيف يمكنك تجنبها.
مثلا : “أحد الأخطاء الشائعة التي لاحظتها هو عندما يعمل فنيو المختبر بسرعة كبيرة مع الماصة. الدقة جزء مهم للتأكد من أنك تتبع الإجراءات بشكل صحيح.
يعد اتباع إجراءات السلامة جزءًا مهمًا من وظيفة تقني المختبر. يستفسر أرباب العمل ما إذا كنت تعرف إجراءات سلامة المختبر المناسبة. أجب عن هذا السؤال من خلال شرح إجراءات السلامة التي اتبعتها في الأدوار السابقة. اشرح أنك ستدرس أيضًا قواعد السلامة الخاصة بمختبرهم.
مثال: “أنا مدرك لإجراءات السلامة العامة في المختبرات ، ارتداء أحذية مغلقة من الأمام ، ونظارات واقية وملابس تغطي بشرتي هي إجراءات السلامة الأساسية التي أتأكد من اتباعها دائمًا. كما أنني أتفهم مدى أهمية وضع العينة في مكانها المخصص ووضع علامة خاصة إذا لم أكن متأكداً من طبيعة العينة ، سأقوم بمراجعة زملائي ثلاث مرات للتأكد من البيانات و النتائج فالتواصل الصحيح هو عنصر هام للحفاظ على سلامة المختبر.”
نصيحة عامة للباحثين عن وظائف
قم بإجراء تقييم ذاتي لنفسك لتحديد اهتماماتك ونوع العمل الذي تريد متابعته. إسأل نفسك :
ما الذي يجعلك متحمسا ؟
حتى لو كنت “متأكدًا” مما تريد القيام به ، فقط اقض بضع دقائق في التفكير فيه. قد ترغب في الكتابة على قطعة من الورق ما هي اهتماماتك من حيث الوظائف أو مجالات العمل ، ولكن لا تجعلها تقتصر على الإهتمامات “المتعلقة بالعمل” فقط ، فالإستثمار الجيد لمهاراتك و هواياتك قد يخلق مسار وظيفي غير متوقع. هذا العصف الذهني مع نفسك سيساعدك على الخروج بقائمة قصيرة من المسميات الوظيفية ومجالات الاهتمام التي تناسبك و تتوافق مع جوهرك ، و هذه النقطة تعد أساسية جدا فالإنسان يظهر إنتاجية عالية و يقدم أفضل ما لديه في وظيفة يحبها و يجد نوعا من السعادة عند مزاولتها.
لماذا أفعل هذا؟
في كثير من الأحيان نسعى وراء وظائف لأننا “مضطرون” بسبب بعض التوقعات التي وضعناها لأنفسنا و قد تأتي التوقعات أخيانا من عائلتك ، أصدقائك أو زملائك. الحقيقة هي أن هذا هو اختيارك. إنها حياتك ، وعليك التفكير في اتباع ما تريد القيام به. يمكن أن يساعدك هذا النشاط في التحقق مما إذا كان ما تعتقد أنك تريد القيام به هو حقًا ما تريد القيام به. بالمناسبة ، إذا فكرت في وظيفة ما ثم رفضتها لأنها “مستحيلة” أو لن يقبلها الآخرون ، فعليك التحقق حقًا من أنك تريد رفض الفكرة لمجرد هذه الأسباب. مرة أخرى ، هذه هي حياتك وتريد أن تعيشها في ضوء من أنت وما تستمتع به.
اضف تعليق