بقلم: مريم عبد السلام السيد
في هذا المقال أتحدث عن تجربتي في مسابقة وثيقة القراءة في سلطنة عمان. إذا كنت من محبي القراءة والكتابة فهذه هي المسابقة المنشودة، تعد وثيقة القراءة من مسابقات التلخيص المدرسية، تعتمد على قراءة مجموعة محددة من الكتب و القصص بعدد صفحات معينة في مدة معينة من الزمن و تلخيصها.
مشاركتي في وثيقة القراءة
بما أنني من محبي القراءة كثيراً ، فأنا أحب قراءة القصص الطويلة والروايات، فكنت أتردد كثيرا مع صديقتي إلى المكتبة أو ما يسمى في مدرستنا ( مركز مصادر التعلم )، كنت أظل فيها في أوقات الاستراحة وفي الأوقات المتاحة لذلك ، وكانت تجلس هناك الأستاذة المسؤولة عن مركز مصادر التعلم ( المكتبة)، وكنت أستمر في طلب إحضار المزيد من الكتب لقراءتها ، وفي يوم قدمت إليّ أنا و صديقتي وقالت أنها قامت بتسجيلنا نحن الاثنتين في مسابقة وثيقة القراءة ، كانت تلك أول مرة أسمع فيها عن المسابقة.
قامت بشرح المسابقة لنا وعرفتنا على شروطها كالآتي : للمرحلة الأولى من الصفوف (٥-٧) تلخيص ٣٠ قصة وعدد صفحات لا يقل عن ٣٠ وتلخيصها ، والمرحلة الثانية من الصفوف (٨ – ١٠) تلخيص ٥٠ قصة وعدد صفحات لا تقل عن ٥٠ صفحة وتلخيصها، وبعد التلخيص نقوم باستخراج الفكرة العامة، والافكار الجزئية، والدروس والقيم المستفادة وقالت أنه بعد الانتهاء من مرحلة التلخيص سيكون هناك تقييم من المدرسة أولاً ثم من خارج المدرسة، وأنهم سيختارون ثلاثة فائزين.
لم أتردد أنا وصديقتي في ذلك وقمنا بالمشاركة بها على الفور ، كان عملاً منفصلاً بيننا إلا أننا كنا نذهب لمركز مصادر التعلم معاً ، فكنا نشجع بعضنا البعض، ونأخذ كل يوم كتاباً واحداً على الأقل، وفي الواقع لقد تلقيت الدعم كثيراً من مسؤولة مصادر التعلم ، في تلك المرحلة كان علينا تلخيص ٣٠ كتاب ، ولكننا انتهينا قبل موعد التقييم ، قامت المدرسة بتقييمنا أولاً واختيار عشرة طلاب تقريباً بسبب عدد المشاركين الكبير، وكنا أنا و صديقتي من ضمن المرشحين ثم جاءت لجنة التقييم من خارج المدرسة.
بالنسبة لي لم تكن مرحلة التقييم بتلك الصعوبة لأننا كنا نتناقش في قصص وأموراً أستمتع بها ، وبعد انتهاء التقييم بعد مدة قصيرة تم إعلان النتائج ، لم يكن التوتر لدي أثناء التقييم بقدر توتري أثناء انتظار إعلان النتائج، وعندما تم إعلان النتائج كنت أنا وصديقتي من ضمن الفائزين ، ثم قاموا بدعوتنا لحضور حفل التكريم ، فهم يقومون باختيار ثلاث طلاب من كل مدرسة .
في العام التالي بالطبع قررنا أن نشارك في المسابقة حتى أننا كنا قد أخبرنا المعلمة المسؤولة قبل نزول إعلان المسابقة ، كان علينا حينها تلخيص ٥٠ كتاباً ، كنا واثقين جداً من أنفسنا ولكن ما حصل هو أننا كنا واثقين زيادة عن اللزوم وأعتقد أننا استهترنا كثيراً وقد كان هذا سبباً في خسارتنا ، فلم نستطع الربح في المسابقة لا أنا ولا صديقتي ، كان هذا محبطاً للغاية، إلا أن مسؤولة مصادر التعلم قامت بتشجيعنا ، ودفعتنا للمشاركة في العام القادم.
وبالفعل قمنا بذلك وشاركنا فيها، ولكني علمت النتائج قبلاً و أنني ربحت بالمسابقة هذه المرة ، كنت سعيدة ولكن فرحتي لم تكتمل فلم تنجح صديقتي ، حتى أنني لم أخبرها بنتائج المسابقة لأنني لم أشأ أن أحزنها، وذهبت إلى التكريم بدون إخبارها ، إلا أنها علمت بذلك ولكنها تفهمتني جيداً وعرفت أنني لم أخبرها لأنني لا أريد لها أن تحزن.
وفي العام الذي يليه شاركت في المسابقة لوحدي ، وقد ربحت بها وكنت من ضمن الفائزين.
وهذه كانت تجربتي في وثيقة القراءة عبر أربع سنين.
من خلال تجربتي توجد مراحل مهمة للنجاح في المسابقة وهي مرحلة القراءة والتلخيص ، ومرحلة التقييم.
مرحلة القراءة:
أول ما يجب عليك أن تعرفه وما يجب أن تهتم به في البداية هو نوع القصص وتنوعها وكيفية اختيارها وهذا ما يجب أن يشغل بالك في البداية، فيجب أن تغطي ثلاثة مجالات متنوعة على الأقل ، وكلما كانت المجالات أكثر كان أفضل، كما أنصح بالتنوع داخل المجال الواحد، وتنوع الاختيار بين المؤلفين والكتاب.
عند القراءة حاول أن تفهم ما تقرأه، بل حاول أن تستمتع به ، لأنك سوف تقوم بتحديد الفكرة العامة والأفكار الجزئية و أيضا الدروس المستفادة.
مرحلة التلخيص:
عند القيام بالتلخيص حاول أن تذكر الافكار الرئيسية بشكل محدد ومتسلسل مع الأفكار الجزئية للكتاب بشكل مرتب ومنطقي .
كما يفضل استخدام التراكيب الفصيحة والالتزام بالقواعد النحوية بشكل كبير، و أدوات الربط المختلفة، وعلامات الترقيم.
نصائح عن التقييم:
أهم شيء خلال التقييم هو الثقة، وليس ثقة الغرور بل الثقة المتواضعة ، فكن واثق من نفسك ولا تتردد في الإجابة ، وانتبه جيداً على لغة جسدك و أسلوبك.
كما من أهم الأمور هي الفصاحة اللغوية والطلاقة في الكلام ، ووضوح مخارج الحروف.
ومن الأفضل الابتعاد عن التكلف والتأكيد على النقاط المهمة ودون تكرار ممل، والقيام بتلخيص شامل للكتاب.
هذه كانت تجربتي و أرجو أن تكونوا استفدتم منها.
اضف تعليق