بقلم إسراء علي عبدالحكيم (باحثة ماجستير في علم النفس).
الشعور بالأذى من أسوأ المشاعر التي يمر بها الانسان خاصة اذا كان من شخص مقرب اليه.
ويمكن تعريف الأذى بأنه ذلك الشعور القاسي حينما يقوم شخصاً ما بفعل شئ يسئ إلينا أو ينتقض من قدرنا ويشعرنا بتلك الغصة وقبضة الصدر ونحاول تجاوز هذا الشعور بكل الطرق ولكن لا نستطيع.
وفي الغالب من شعر بالأذى سيأذي وهو غير واعي بما يفعل، وعلي قدر ما شعرنا به من أذى سنُشعر شخصاً آخر مهما حاولنا جاهدين أن لا نأذي بما أُذينا به، وسيقوم من أذيناه بإيذاء شخص آخر وهكذا حتي يأتي من يكسر تلك الدائرة ويعالج نفسه من تلك المشاعر السلبية المتراكمة داخله جراء الأذى.
وبقدر ما نشعر به وبقدر قرب الذي أذانا تكون قوة الأذى الذي نوجهه للآخرين، فللأسف في الغالب أننا نقوم بإيذاء أكثر الأشخاص الذين نحبهم ويحبونا، وكأننا نعيد الأذى الذي حدث لنا بطريقة مضاعفة.
فحينما نشعر بالأذى من جانب أحد الوالدين نعزم على أن لا نُشعر أحد أبداً. ثم بطريقة لا واعية ودون أن ندري نُأذي أكثر الأشخاص قرباً لنا… ربما أبنائنا، شريك حياتنا، صديق مقرب، شخص نحبه، فنشعر بمرارة الأذى مضاعفة وكأننا نكرر نفس السيناريو الذي حدث معنا، والأدهى أننا في بعض الأحيان لا نشعر بعمق الأذى الذي سببناه للطرف الآخر وكأننا نخاطب الاذى الذي شعرنا به ونقول له انتقمت لك ولم اعترف بأذيتي كما لم يعترف أحد بك.
إذاً ما الحل؟ هل نظلُ نُأذي من نحبهم حتى نخسرهم؟
لا، فعلينا كسر الدائرة وتضميد ذلك الجرح بداخلنا.
وكيف يتم ذلك؟
أولاً باعترافنا أمام أنفسنا بأننا شعرنا بالأذى دون مكابرة أوعناد دون القول بأن ما شعرنا به ماضٍ وانتهى؛ أو أن عدم المواجهة والتناسي هو حل لكي ينتهي. كلا! كل هذه طرق غير مجدية للتعافي فهولم ينتهي بعد، إنه يلوّح ظاهراً كلما سنحت له الفرصة، هو في نقطة بعيدة في أنفسنا يأن و ينتظرنا أن نضغط عليه بكل قوة حتي يزرف ما به من دم ثم ننظقه لكي يشفي.
فالخطوة الأولي في التعافي من الأذي هو الاعتراف والاقرار به.
والخطوة الثانية هي ممارسة النوح والحزن علي ما حدث فلن نتخطاه إلا بإعلان مراسم النوح، فمن حق انفسنا علينا أن ننوح عن كل أذى شعرنا به. فذلك يساعدنا في الشفاء سريعاً. يجب علينا الشعور بالنوح و إعطاء الضوء الأخضر له لكي يأن وينظف الطاقة السلبية التي حدثت بسببه، فذلك يجعلنا نتخطى ذلك الألم.
أما الخطوة الثالثة فالتحدث به مع من نثق به لكي يحن على أحزاننا التي طالما كانت تنتظر البوح، فالربت على كتفنا من الأشخاص المقربين يخفف الألم. وحينما يُشعرنا من نثق بهم أن هذا الألم من حقنا، وأن كل ما شعرنا به من حقنا، سنتخطى ذلك الأذى.
أما الخطوة الرابعة ففعل شئ يشعرنا بشعور أفضل وتقييم الأمر ورصد الأسباب التي جعلت الآخرين يقومون بهذا الأذى تجاهنا، فحينما نحدد السبب سنتجنب الشعور بهذا الأذى مرة أخرى.
والخطوة الخامسة أن نؤمن أننا نستطيع تخطي الأذى رغم ما سببه من ألم. و أننا حينما نتخطاه سيعطينا مهارات خاصة لن يحصل عليها من لم يتعرض للأذى.
وطبعا لن ننسى… إذا لم نستطيع تخطي الموضوع بمفردنا علينا سرعة التوجه لمعالج نفسي كي ننهي ذلك الألم.
اكسر دائرة أذيتك كي لا تُدخل بها شخص آخر دون أن تشعر.
خفف الله جروحكم….
اضف تعليق