كتابة مريم عاشور
اسمٌ تداولته مواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، وعلا نجمه بشكل كبير خاصةً في فترة الانتخابات الأمريكية. فمن هي كامالا هاريس؟ وما هي نشأتها وحياتها؟ وهل سيقبل بها البيت الأبيض؟
أمضت كامالا هاريس جزءاَ كبيراَ من حياتها في الحياة العامة، حيث كانت لها الأسبقية في تحقيق العديد من الأهداف والوصول إلى مناصب ذات أهمية كبيرة. فتعتبر كامالا هاريس اول امرأةٍ من اصولٍ افريقيةٍ وهندية، ستشغل منصب نائب الرئيس الامريكي. قبل ذلك، كانت ايضاً اول مدعيةٍ عامةٍ من ذوي البشرة السمراء في تاريخ ولاية كاليفورنيا، وأول امرأة هندية تشغل منصباً بمجلس الشيوخ.
نشأتها
ولدت كامالا هاريس في 20 أكتوبر 1964، في أوكلاند، ولاية كاليفورنيا، لأم هندية وأب جامايكي. والدتها شمايالا جوبالان مهاجرةٌ هنديةٌ باحثةٌ في مجال السرطان ووالدها دونالد هاريس اقتصاديٌ مهاجرٌ من جامايكا.
هاجرت شيامالا إلى الولايات المتحدة من مدينة مدراس بولاية تاميل نادو في عام 1960. كان والدها، دونالد هاريس، أستاذاً للاقتصاد بجامعة ستانفورد. وهاجر من جامايكا في عام 1961 للحصول على درجة الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا حيث ألتقى بوالدة كامالا.
وفي سن السابعة، انفصل والداها وتولت والدتها تربيتها. فكان لجداها الهنديان اثراً في تشكيل شخصيتها. فجدها شغل منصباً حكومياً بارزاً في الهند فحارب من أجل استقلال بلاده. أما جدتها فكانت ناشطةً جابت أرجاء البلاد داعيةً لتمكين النساء.
درست كامالا في جامعة هاورد في العاصمة واشنطن. وهي احدى الجامعات التاريخية للسود ثم تخصصت في الحقوق في سان فرانسيسكو.
حياتها
انتخبت هاريس مدعيةً عامةً في سان فرانسيسكو، بعد فوزها ضد مديرتها السابقة بنسبة 56.5%. و كان للعلاقة الجيدة التي ربطتها بنجم الحزب الديمقراطي باراك اوباما دور كبير في كسب صفوف مؤيديه إلى جانبها. و هذا ما جعلها لاحقاً تحظى بلقب النسخة النسائية لباراك أوباما. ودائماً ما كان اوباما أول المشيدين والمشجعين باختيار الرئيس الأمريكي المرشح، جو بادين، لها لهذا المنصب، مؤكداً انها اكثر من مؤهلةٍ لشغله.
تزوجت كامالا هاريس من دوج إمهوف محامٍ من وأبٌ لولدين من زواجٍ سابق عام 2004م،. وفي عام 2016م، فازت كامالا في انتخابات مجلس الشيوخ لتصبح أول امرأة هندية تشغل منصباً في المجلس.
أسلوبها الانتقادي
تعرف هاريس بأسلوبها الحاد في المساءلة ودفاعها الشرس عما تؤمن به. فدائماً ما انتقدت هاريس سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي وصفتها ب “إخفاقات قيادية”. خاصةَ بعد إخفاقه في التعامل مع جائحة كورونا التي أودت بحياة الكثيرين من أفراد الشعب الأمريكي. وأفقدت العديد منهم وظائفهم، وهزًت صورة أمريكا أمام دول العالم أجمع.
وفي عام 2019م، أعلنت ترشحها للرئاسة ولكن لم يحالفها الحظ في حملتها الانتخابية فأنهتها على الفور خاصة بعد عدم تأييد الحزب الديمقراطي الأمريكي لها وقرب نفاذ موازنة الحملة. بعد أن هاجمت جو بايدن خلال تنافسهما على نيل ترشيح الحزب. على غير المتوقع، أعلنت تأييدها له في مارس عام 2020م. ووصفته بانه قادرٌ على توحيد صفوف الشعب الامريكي.
دورها في الدفاع عن حقوق المهمشين
بجانب مسيرتها العامة وكمدعية عامة، أولت هاريس اهتماماً كبيراً للدفاع عن النساء والمهمشين والأقليات العرقية وذوي الدخل المحدود. فدائماً ما ترى نفسها الشخص الأنسب لتمثيلهم لكونها ذات أصول أفريقية وهندية. إضافة إلى أن ترشحها نائباً للرئيس الأمريكي، جو بايدن الذي يبلغ من العمر 77 عام، سلط الضوء على القضايا الجندرية في البلاد بزيادة فرصة توليها رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن ترأس الولايات 46 رئيس سابق.
مؤلفاتها وكتبها
إلى جانب كون هاريس مدعية عامة ونائباً للرئيس الأمريكي، إلا أنها كرست من حياتها في تأليف الكتب. فألفت أربعة كتب التي تصدرت قائمة الأكثر مبيعاً بين عشرة كتب آخرين على أمازون بعد توليها منصب ئانب الرئيس. فنشرت أول كتاب لها Smart on Crime عام 2009م. ثم تلته الثلاثة كتب الآخرين: كتاب ” Superheroes Are Everywhere ” وهو كتاب مخصص للأطفال، ومذكراتها The Truths We Hold- An American Journey، وكتاب The Truths We Hold: Young Readers Edition.
ولكن السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه هنا، “هل ستشهد أمريكا تغييراً جذرياً في سياساتها؟ هل ستسمح أمريكا لهاريس توليها الرئاسة بعد بايدن لكونها الامرأة الأولى التي تترأس الولايات؟”
اضف تعليق