بقلم المهندس محمود الجمال (مهندس جودة بإحدى أكبر شركات المقاولات بالمملكة العربية السعودية)
هل تعبت من البحث عن الوظيفة المناسبة؟
هل المقابله لازالت تشكل عائق لك؟
مما لاشك فيه أننا كشباب حديثي التخرج لا نملك الكثير من الخبرة العملية، و أن مرحلة الدراسة منفصلة كلياً عن سوق العمل. و المشكلة التى يقع فيها الغالبية العظمى من حديثي هي عدم توفر الخبرة الكافية للحصول على مقابلات، و عند الحصول على المقابلات صعوبة تجاوزها و الحصول على الوظيفة.
سأتحدث في هذا المقال عن نصائح مفيدة من تجرتي في اجتياز المقابلات و الحصول على وظائف في شركات كبيرة في مصر و المملكة العربية السعودية في مجال المقاولات، خصوصاً لحديثي التخرج و من يشعرون بالخوف من الإنتقال من مرحلة الدراسة لمرحلة العمل، و من يبحثون عن حياة وظيفية في شركة كبيرة تمكنهم من التطور في الوظيفة و توفر لهم الميزات المهمة للتطوير الذاتي.
حدد هدفك واسلك طريق واضح ولاتحيد عنه
فى البداية و قبل أن نتحدث عن المقابلة، لا بد أن تكون صريح مع نفسك و أن ترسم لنفسك هدف واضح المعالم وتسلك الطريق السليم نحو الإلتحاق بشركة ذات كيان كبير، وهذا الهدف سوف يتضح عند توسيع دائرة معرفتك و البحث و الإلمام بالشركات الكبيرة في المجال الذي تود العمل به. يجب أن تكون على معرفة تامة و لديك معلومات شاملة عن كل الشركات و الفروق بينها.
و يمكنك فعل ذلك عن طريق:
١- البحث على الإنترنت عن الشركات.
٢- الحديث مع المتخرجين من نفس جامعتك والزملاء، لا سيما الذين يعملون بشركات كبيرة.
٢- محاولة الوصول لأشخاص لا تعرفهم في نفس المجال، بطلب أن يعرفك أحد من أصدقائك أو دائرة معارفك عليهم، أو من خلال منصة LinkedIn.
اعرض نفسك بشكل احترافي
الكثير منا يدرك أهمية السيرة الذاتية، و كونها جزء مهم من شخصيتك، و ذلك لأنها تدخل الشركة قبل دخولك أنت!
و بالتالي صاحب السيرة الذاتية القوية هو من يقع دائماً تحت أنظار الشركات عند تقديم العروض الوظيفية و الاختيار للمقابلات. احرص على إنشاء سيرة ذاتية قوية، و اعرضها على الأصدقاء و ذوي الخبرة لمراجعتها، و تقبل النقد و حاول دائماً تحسينها لتكون متميزة في ظل المنافسة الشديدة التي نعيشها.
حاول أيضاً أن يكون لك حساب في لينكدن يبين أنك شخص جاد و مجتهد، و ذلك بإضافة المعلومات عنك و إنجازاتك و صورة شخصية رسمية و مناسبة.
و الآن: كيف اجتاز المقابلة الشخصية؟
نحن الآن نتكلم فى صلب الموضوع … مبروك لحصولك على فرصة للمقابلة بخصوص الوظيفة فذلك يعكس أن الشركة رأت أنك شخص جاد و مناسب للعمل معهم. و لكن المقابلة مهمة للتأكد من ذلك. فلا تضيع هذه الفرصة.
سأعرض عليك بعض النقاط الهامة التي حدثت معي شخصياً في رحلتي فى عالم المقابلات الشخصية، حيث أجريت العديد من المقابلات في مصر و المملكة العربية السعودية و حصلت على عروض جيدة. من النقاط التي سأذكرها ما هو إيجابي و لا بد الاهتمام به. و منها ما كان سلبي و يجب عليك الابتعاد عنه.
١- الإنطباع الأول يدوم طويلاً: احرص على أن يكون الانطباع الأول المأخوذ عنك هو الإلتزام، وذلك بالذهاب قبل موعد المقابلة الشخصية بوقت كافي والحرص على ارتداء زي رسمي مناسب.
٢- الحاضر المثمر دائماً يعطي مستقبل مزهر: قبل ذهابك للشركة أو المؤسسة لا بد أن تكون ملم بأغلب المعلومات عن الشركة، مثل التفاصيل في مجال العمل، و أماكن العمل. و يجب أن تناقش ذلك مع من يقابلك في المقابلة الشخصية اذا استطعت، لأن ذلك سيعكس اهتمامك بالشركة و الوظيفة.
٣- تحلى بآداب الضيافة: ألقي التحية مع المحافظة على الابتسامة و لا تجلس قبل أن يؤذن لك. احرص على المحافظة على نبرة صوتك. لا تكن عالي الصوت فتؤذي الآخرين، و لا تكن خافت الصوت لا يسمعك أحد. اجعل نبرتك متوسطة فذلك يعكس ثقتك بنفسك.
٤- من قال لا أعلم فقد أفتى! عند وجود سؤال لا تعرف إجابته، لا تتردد وقل لا اعلم… و لا تدع الموقف يمر مرار الكرام بل بادر بإعادة نفس السؤال على من يقابلك. من خلال تجربتي، ذلك يخلق روح النقاش وتبادل الحديث ويعطي انطباع بأنك شخص تحب تطوير نفسك و تريد تعلم كل ماهو جديد. و عندما تقوم بإعادة السؤال و يفتح النقاش قد تسنح لك الفرصة في إظهار بعض مهاراتك للشخص الذي يقابلك. أتذكر أن ذلك حدث لي في مقابلة في مصر، حيث قلت بكل صراحة أني لا أعلم. و قام المدير الذي قابلني بشرح المطلوب بالورقة والقلم! بعد ذلك دار بيننا نقاش و تحدثنا طويلاً … و بعد النقاش الطويل قال لي لفظياً: مبروك “انت معانا”.
٥- لاتعطى سرك لأحد: و ما أقصد بالسر هنا هو (بالتأكيد) الراتب المتوقع. سُئلت هذا السؤال تقريباً في كل مقابلة أجريتها، و كان ردي دائماً أنه لا يوجد راتب محدد حاضر فى ذهني. و أقول أن الراتب دائماً يحدد بعد قراءة بنود العقد (العرض)، وبما أنه لا يوجد عقد الآن لا أستطيع تحديد الراتب.
٦- توقع الغدر دائماً: لا تنساق وراء أي معلومة تعطى لك من قبل الشخص الذي يقابلك. في إحدى المقابلات أعطاني الموظف الذي قابلني معلومة خاطئة، و لكني لم أنساق ورائها وصححتها له بأسلوب راقي، و اعتقد أنه في الحقيقة كان يمتحن معلوماتي. دائماً كن راقي و لبق حتى عندما تكون متيقن تماماً أنك على صواب. كن مهذب ولاتنسى المحافظة على نبرة صوتك المتوسطة و عدم الإنفعال حتى اذا اعتقدت أن الشخص المقابل لك أعطاك معلومات خاطئة. في الكثير من الأحيان ينصب لك فخ للتأكد من معرفتك بمجال العمل. صحح المعلومات بنفس نبرة الصوت، و حافظ على ابتسامتك.
٧- لا ترفض لمن يقابلك أي طلب: إذا كان هذا الطلب في سياق الموضوع، لا ترفضه أبداً. و هذا خطأ كبير قد وقعت به في إحدى مقابلاتي في المملكة العربية السعودية، حيث طلب مني الشخص الذي قابلني و بعد أن تحدثنا لأكثر من نصف ساعة باللغة العربية أن أتحدث معه بالإنجليزية. ولم أهتم بطلبه، و أكملت بالعربية. ثم كرر الطلب فشرحت له أننا شخصان نتحدث العربية فلماذا نتحدث بالإنجليزية؟! و لكن ذلك جعله يغضب و رغم محاولتي لتدارك الموقف عندها، شعرت أن الأمر خرج عن السيطرة. نصيحتي أن تفعل ما يطلب منك ما دام في حدود المعقول. لأن الشخص المقابل لك يريد اختبارك في مهارات معينة مطلوبة داخل العمل في الشركة، و تحتاجها للقيام بالعمل على أكمل وجه اذا تم قبولك. و اذا لم يشعر أنك تمتلك هذه المهارات لن يتم قبولك.
٨- أخيراً، تجري الرياح كما تجري سفينتنا! نحن الرياح و نحن البحر و نحن السفن. دائماً اجعل مجريات الأمور فى صالحك. حاول أن تجعل مسار المقابلة يتجه لطرح الأسئلة في نقاط قوتك. أطل في حديثك عن المواضيع المتمكن منها وناقش فيها و اطرح أسئلة مفتوحة بحيث تجبر من يقابلك على التحدث لأطول وقت في الموضوع الذي تتقنه أنت و ملم به بالكامل. فذلك يجعلك تترك انطباعاً قوياً عن نفسك في المقابلة.
أتمنى أن تكون النصائح من تجربتي مفيدة، و أتمنى لكم اجتياز المقابلات بنجاج و الحصول على الوظيفة التي ترغبون بها…
اضف تعليق