مرحبا
اعتقد الجميع مر بهذه المرحلة، الكل يسجل جم ويعمل رياضة ويحاول يكون مثالي. انا انسان اشوف نفسي جميل ومقتنع بذاتي لحد ما مرت هالموجة علي بلشت اكره شكلي وحياتي وصرت اتأثر بالقرف والزيف الي على السوشل ميديا، انجريت خلفهم وصرت اقارن حالي فيهم نزلت وزني ولعبت رياضة لكن كرهت حالي لانه انا ما ادري ليه اعمل كل ذا الشي ما عندي حافز حقيقي
نفسي – قبل ما امر بهالازمة الي كانت مدمرة لكل شي – كانت جميلة ذكية راضية محبة لكن بعد ما تأثرت بالسوشل ميديا صرت العكس. صرت اكره حالي لدرجة اكره اشوف احد حتى اقرب الناس لي
كيف ارجع نفسي الاولى واتخلص من الضغط الي عمله المجتمع والسوشل ميديا علي؟
وشكرا
إجابات مُحتار
ما تحدثت عنه يمثل ظاهرة حقيقية و ذات أهمية. و توجد أدلة في الأبحاث العلمية عن تأثير المحتوى الذي نراه في وسائل التواصل الإجتماعي على صحتنا النفسية
(اقرأ: دراسات في علم النفس: هل يسبب إنستاجرام عدم الرضا عن مظهرنا الخارجي و الرغبة في عمليات التجميل؟ )
(اقرأ: دراسة أمريكية: ما أثر التوقف عن استخدام فيسبوك لمدة شهر؟)
هناك ٣ مسارات أستطيع التفكير بها للتغلب على ذلك في مجتمعنا و لك أنت شخصياً:
١- ثورة تغيير شروط وسائل التواصل الإجتماعي في مجتمعنا: لاحظ تنامي تركيز الأبحاث في الآونة الأخيرة على الترويج لفكرة الطلب من الحكومات بالتدخل في صياغة شروط استخدام وسائل التواصل و منع المحتوى المضر بصحة الإنسان. حيث أن وسائل التواصل الإجتماعي الآن لا تحكمها قوانين واضحة تحمينا من أضرارها. و لكن لنكن واقعيين … هذا لن يحصل في العاجل القريب. و حتى لو حصل لن يحمينا من الأضرار بشكل كلي. فهناك دائما محتوى جديد مضر بالصحة النفسية… و سنبقى في حالة حرب و دفاع مستمرة. لذلك دعنا نفكر في المسارات الأخرى.
٢- أن تقاطع وسائل التواصل الإجتماعي أو تلغي متابعة الحسابات المسببة للضرر: ستسمع النصائح من مستخدمين وسائل التواصل… هناك من سيقول اتركها تماماً… قم بحذف حساباتك… و هناك من سيلقي اللوم عليك لمتابعتك حسابات غير نافعة و مسببة للضرر لك، و أنك بمجرد إلغاء متابعتهم ستشعر بالتحسن. في رأيي هذا الكلام صحيح إلى حد ما و لكن لن يحل المشكلة بشكل جذري. هو حل مؤقت فقط… إبرة مخدرة تزيل الألم الآن.. و لكن الألم سيعود. نعم عند إلغاء حساباتك أو متابعتك لبعض الأشخاص ستشعر بالتحسن المؤقت. لكن أغلبنا ينسى مع الوقت و يعود لمتابعة أشخاص آخرين يبثون محتوى مشابه و مضر بصحتنا النفسية. و نحن للأسف في سباق مع وسائل التواصل. نقوم بإلغاء حسابنا في فيسبوك ثم نجد أنفسنا في إنستجرام! نلغي إنستجرام لنجد أنفسنا في سناب شات! و نلغي سناب شات ثم نسمع أصدقائنا يتحدثون عن تيك توك فنقوم بتحميل البرنامج و نعود لنفس المشكلة. اذاً هذا ليس حل جدري. دعنا نفكر في مسار آخر.
٣- تغيير الذات: أنت قلتها… نحن دائماً ما نقارن أنفسنا بالآخرين. و للأسف من الطبيعي أن ننظر في هذه المقارنة للأشياء التي لا نملكها… و أن نغفل عن ما نملكه. و هنا الحل الجذري. أن نغير من أنفسنا…
نحن بمجرد النظر في الصور في إنستجرام هذا ما يحدث:
نرى صورة شخص يركب سيارة فارهة و يبدو سعيداً بقيادتها: نفكر، أنا لا أملك مثل هذه السيارة الفارهة. حتى الشخص الذي يملك سيارة فارهة أفضل منها و لكن مختلفة يفكر: آه أنا ليس لدي مثل هذه السيارة حتى الآن! و غفل أنه يملك ما هو أفضل.
تتبعها صورة شخص بجسم متناسق و ملامح جذابة: نفكر أين أنا من هذا المظهر المتناسق.
تتبعها صورة عائلة تبدو مثالية يأخذون الصور في رحلة جميلة كما يبدو: نفكر أنا لم أحصل على هذه الفرصة في السابق و لا يبدو أنني سأحصل عليها قريباً.
تتبعها صورة لشخص يلبس المجوهرات و الساعات الثمينة: نفكر أين أنا من هذا. أنا لا أملك شيء.
هل لاحظت أن تركيزنا دائماً يقع على ما لا نملكه؟
نحن نقضي ساعات طويلة في النظر لما لا نملكه. و زادت وسائل التواصل من هذه الظاهرة. أصبحنا نرى عشرات الصور في الدقيقة الواحدة! و يخطر ببالنا فكرة تلو الأخرى. و لا نستطيع مجارات أفكارنا.
ماذا لو غيرنا من ذاتنا. و علمنا أنفسنا التركيز على ما نملكه؟
ماذا لو قضينا ٥ دقائق فقط يومياً في التأمل في الأشياء التي نملكها و أن نشكر الله عليها؟
اغمض عينيك لمدة دقيقة و اشكر الله على شيء تملكه الآن. فكر في أي شيء تملكه الآن. هل شكرت الله على نعمة البصر؟ نعمة أنك تستطيع المشي؟ هل فكرت يوماً أن غيرك لا يملك هذه النعم؟ ماذا لديك من نعم أخرى؟ هل شكرت الله على النجاح الذي حققته مؤخراً في عملك أو دراستك؟ على الملابس التي تملكها؟
خصص دقائق معدودة فقط في يومك للجلوس لوحدك و التأمل في ما تملكه. و ستجد أنك تملك الكثير.
قد يساعدنا ذلك على تغيير ذاتنا.. و يقلل من تركيزنا على ما لا نملكه… ثم يوصلنا لحب أنفسنا كما نحن.
عندما نصل لحب أنفسنا سنجد الحافز الحقيقي للسعي في تطوير أنفسنا في كل شيء. سيصبح ذهابنا للنادي الرياضي نابعاً من حبنا لأنفسنا و رغبتنا في تطوير ذاتنا. و لن يكون ذهابنا للنادي نابعاً من مقارنتنا بشخص لا نعرفه في وسائل التواصل الإجتماعي. و لا نعرف عنه إلا أن جسمه متناسق.